Read this post in الإنجليزية
إليكم خبر رائع لعشاق العطور. صانع العطور الكبير “روجا دوف” يتقاسم رؤاه حول مجموعاتهم القادمة والقصص المثيرة للإهتمام وراء كل عطر من عطوره.
ذكريات الحب والمحفزات القوية لإستكشاف شهوانية العالم بطرق جديدة ومفاجئة – من هنا ينبع شغف “روجا دوف” بالعطر، مما جعل منه واحدا من أهم صانعي العطور الجديرين بالإحترام في العالم.
ومع اعتقاد قوي بأن كل عطر يحمل إمكانية إطلاق الأحلام وايقاظ الذكريات، يغزل “روجا دوف” سحره الفني ليبتكر عطورا دائما تثير الإعجاب والإنبهار. كل عطر تحت علامة “روجا دوف” يلخص رحلة صانع العطر ويحمل اكتشافه السري. في هذا العدد، تتحدث “برفيوم بلاس” إلى “روجا دوف” للتعرف عن قرب على ابداعاته، فلسفته وقصص العطر المذهلة.
برفيوم بلاس (ب ب): فلسفيا “لن نفعل إلا الأفضل” هي ما رددته أنت شخصيا مرات عديدة. ما الذي يلهمك لكي تسعى لبلوغ هذه القمم في كل من إبداعاتك؟
روجا دوف (ر د): هذا الشغف بمنح الأفضلية للجودة تمتد جذوره في طفولتي، بفضل والدتي. منذ كنت طفلا صغيرا، كانت تهتم بأن لا أحظى بالأشياء الطيبة في الحياة بسهولة. على سبيل المثال، إذا أعجبتني حقيبة، كانت والدتي تطلب مني دائما أن أكسبها بدلا من أن تشتريها لي ببساطة.
لذلك، إذا أردت شيئا ما فعلا، كنت أذهب إلى أمي أو أبي، أساعدهما في أعمال المنزل وأكسب من أجل الحصول على ما يعجبني. بهذه الطريقة، تعلمت أن أقدر أهمية الجودة في كل شيء أمتلكه ونفس الفلسفة تغلغلت في عطور روجا أيضا. أحرص على استخدام فقط أفضل المكونات في كل إبداعاتي من العطور.
ب ب: هل هناك ذكريات خاصة من أيام بدايتك يمكن أن تقول أنها شكلتك لتصبح ما أنت عليه اليوم؟
ر د: بالطبع يوجد. واقعة واحدة خاصة أتذكرها الآن، وضعت الأساس لواحد من الصفات الأساسية التي تشاهدها في كل عطر يحمل اسم روجا.
عندما كنت في نحو الثامنة عشر من عمري، وأدرس في كمبريدج، أتذكر دخولي إلى متجر معروف للغاية شاهدت فيه قميصا جميلا. لم يكن لدي فكرة عن النسيج الذي صنع منه القميص لكنه جذب انتباهي، وكان لابد من أن أحصل عليه. كلفني مكاسب ثلاثة أسابيع لكي أشتري هذا القميص. شعرت كأني ملك عندما ارتديته لأول مرة. كان مصنوعا من أرقى أنواع الحرير: كريب دو شين.
عندها قررت، حتى عطوري يجب أن تكون على هذا المستوى ليشعر كل شخص يستخدمها بهذا الشعور الخاص.
يمكنك أن تلاحظ، أنه حتى مع زجاجات عطوري، نولي أهمية كبيرة للتصميم. العلب تصنع يدويا، بكريستالات سواروفسكي لترصيع الغطاء وتفاصيل أخرى كثيرة تحمل عنصر الفخامة بشكل جميل. ففي النهاية، كما تعرفون، الفخامة تتعلق بالأشياء الصغيرة التي ربما لا تحتاج إلى فعلها لكنك مع ذلك تظل راغبا فيها.
ب ب : ماذا عن عطورك؟ هل جميعا تمتلك قصصا وراءها؟
ر د : عطوري مستوحاة من رحلات حياتي. على سبيل المثال، عام 2011، ذهبت إلى روسيا، وكان لي شرف أن أقوم بجولة خاصة داخل الكرملين. في هذا الوقت كانت روسيا دولة مغلقة وكان بالفعل شرفا أن أتمكن من زيارة المكان. انبهرت بالنسر الامبراطوري ذي الرأسين، رمز قياصرة روسيا. عندما قررت أن أطلق من جديد عطري “دياجيليف”، كان تصميم العلبة التي وضعت فيها الزجاجة يضم النسر الإمبراطوري على على أحد جوانبها، فارق إبداعي صغير مستوحى من زيارتي إلى روسيا.
عطر آخر من المفضلين لدي. “إيه جود نايت كيس” مستوحى من ذكرى طفولتي مع أمي. كنت في السادسة من عمري فقط لكني أتذكر أمي ترتدي ملابسها استعدادا لحفل كوكتيل. كانت ترتدي فستانا ذهبيا والنور من خلفها يسقط على ظهرها ليشكل هالة خيالية. وعندما قبلتني متمنية لي ليلة سعيدة، أذكر رائحة البودرة والعطر، كانت جميلة خاصة عندما أربطها بالمظهر الخيالي لأمي. وطوال سنوات، كنت أفكر أني أريد أن أبتكر عطرا مستوحى من هذه الذكرى.
توفيت والدتي عام 2009 وربما كان هذا واحدا من أكبر المحفزات التي قادتني لتأسيس عطور روجا عام 2011. أطلقت عطور روجا يوم 2 يوليو 2011، يوم واحد قبل عيد زواج والدي. وتدريجيا عام 2015، حظيت بالفرصة لتجسيد ذكرى طفولتي في صورة عطر.
أطلقت “إيه جود نايت كيس” في مصنع العطور الذي امتلكه في هارودز في الطابق السادس. كل شيء متصل بهذا الإطلاق كان مرتبطا برقم ستة بشكل أو بآخر لأنه كان عيد ميلاد والدتي. في البداية، قمنا بصناعة 6 زجاجات من هذا العطر عندما طرح لأول مرة في 6 يناير 2015. في اليوم الأول نفسه، بعنا كل الزجاجات. ومع نهاية الشهر، كان واحدا من عطورنا الأفضل مبيعا.
ب ب : وأي عطر يضعه أستاذ صناعة العطر شخصيا؟
ر د: اختياري للعطر فريد للغاية. في الحقيقة، إنها صيغة ابتكرتها واستخدمها على مدى الثلاثين عاما الماضية. ومع ذلك، عندما أصر الناس من حولي على شراء العطر الذي أرتديه، قررت أن أقدم عطري الخاص في السوق يوم عيد ميلادي. وهو في يوم الخامس والعشرين. وقد حقق نجاحا هائلا. في البداية، قمت بصناعة 25 زجاجة لبريطانيا و25 أخرى لباقي العالم. وقد بيعت جميعها بسرعة كبيرة لذلك هذا العام، قررنا أن نطرح 250 زجاجة من العطر نفسه.
دعوني أحكي لكم قليلا عن تركيبة هذا العطر. أحد العناصر في عطري الخاص هو استخدام رقائق الذهب الخالص داخله. لكن، هذا الذهب ليس ما يوحي بالفخامة المرتبطة بالعطر. في الواقع، الذهب بداخله يتيح لي المرح عندما أضطر لشرح جمال هذا العطر للناس. على سبيل المثال، الياسمين المستخدم في هذا العطر ثمنه ضعف ثمن الذهب، السوسن المستخدم فيه ثلاثة ونصف مرة والعنبر الذي يمنح هذا العطر تضوعه سبع مرات سعر الذهب. إذن أنت ترى أن الذهب أحد أرخص المكونات المستخدمة في عطري.
ب ب : من ضمن مجموعة عطور روجا دوف بأكملها، أيها تفخر بها أكثر؟
ر د : المفضل عندي، بالطبع، هو العطر الذي أضعه وتحدثت عنه لتوي. مع ذلك، أنا فخور جدا بعطر “دياجيليف”. هناك قصة وراء هذا العطر أيضا علي أن أطلع قرائكم عليها. الفكرة وراء ابتكار هذا العطر تنبع قديما من إحدى زياراتي لمتحف ألبرت الفيكتوري حيث تلقيت محاضرة عن الأزياء الراقية: السنوات العشر الذهبية 1947 – 1957.
عندما كنت هناك، تعرفت إلى رجل كان على وشك إقامة معرض حول العقد الذهبي للباليه الروسي. ليس هناك عدد كبير من الناس يعرفون أن الباليه الروسي مرتبط بالمسرح وصناعة العطور. نعم! كان من المعروف أنهم يقومون بتعطير الستائر على المسرح حتى تترك أثرا عطريا لا ينسى عندما تفتح في بداية العرض.
وتكريما له، ققررت أن أبتكر عطر “دياجيليف” من أجل هذا المعرض المنتظر. في البدء، صنعت 500 زجاجة وكان مشروعا خيريا لذلك كانت المخاطرة أكبر. لكن العطر لقي تقديرا هائلا من الناس. وقد بعناه بأكمله في وقت أقصر مما كنا نتوقع. لاحقا في عام 2013، أعدت طرح هذا العطر المستوحى من زيارتي إلى روسيا.
عطر آخر من عطوري المفضلة هو أحدثها، “إليزيوم”، وهو تناقض صارخ لمبتكراتي السابقة. هذا العطر للرجال تغلب عليه لمسات الروائح الحمضية.
في الختام، أود أن أقول إن كل عطر يحمل اسم روجا دوف تم تطويره بعناية ليناسب شخصيات معينة. لدينا مجموعة متوازنة كانت مفقودة في عطور الرجال. إليزيوم ملأ هذه الفجوة بشكل جميل. إنه اختيار مثالي للرجل المنطلق الحر المعاصر في إحساسه بالأناقة.
ب ب: يبدو أنك لديك تفضيل خاص للشرق الأوسط
ر د : نعم لدي! ففي النهاية، هنا اكتشفت بخور العود وغيره من المكونات الجميلة التي صقلت مهاراتي بشكل أكبر في عالم صناعة العطور. ليس هذا فقط، علامتي التجارية التي انطلقت في هارودز كانت تباع بالكامل بفضل عملائي العرب. كانوا أول عملاء لي. أحبوا العطر وفازت علامتي بالتقدير على الفور.
لذلك، أدين بالكثير لهذه المنطقة. كذلك، أنا منبهر بعشق العطور الذي تمتلكه شعوب هذه المنطقة.
عمان هي حيث أقمنا أول متجر منفرد لنا. وقد توسعنا الآن إلى لندن والبحرين. أنا على ثقة من أنه قريبا جدا سوف يكون لدينا متجر في الإمارات العربية المتحدة أيضا.
مجموعة الخليج 6 من روجا دوف! الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، قطر، الكويت ومملكة البحرين. "للإشادة بالحب والتقدير الذي منحته لي هذه المنطقة، كرست عطرا خاصا لكل من الإمارات العربية المتحدة، عمان، المملكة العربية السعودية، قطر، الكويت ومملكة البحرين. يستخدم عطري من أجل عمان بخور العود، وهو خاص بالمنطقة. الإمارات العربية المتحدة، العطر التالي في هذه المجموعة، يستخدم العود برائحة وردة الطائف كمكون أساسي له، للتذكرة برائحة الورود المرتبطة بهذه المنطقة.
عطر المملكة العربية السعودية يتكون من عطر مغزول مع روائح فاكهة، كتحية لعادة المنطقة بإدخال أنواع غير عادية من الفاكهة في عاداتهم الغذائية. من أجل مملكة البحرين، يعتبر العطر محاولة لتجسيد الروح المرتبطة بإسم هذه الدولة بمعنى وجود اثنين من البحار، مزيج من الماء العذب والماء المالح. استخدام مكونات مثل الياسمين، الورد والفانيليا في هذا العطر يرمز إلى الماء العذب في حين يرمز وجود الروائح الحمضية إلى الماء المالح. كما استخدمت العنبر أو لؤلؤ الحوت في هذا العطر باعتبار أن البحرين مشهورة بإنتاج أرقى أنواع اللؤلؤ. جزء آخر أصيل في ثقافة البحرين هو ايمانهم بشجرة الحياة والتي يقال أنها عاشت في الصحراء طوال قرون عديدة. وتحية لهذا الإيمان، تستخدم مملكة البحرين خمسة أنواع مختلفة من الأخشاب في روائح القاعدة."
Read this post in الإنجليزية