Read this post in الإنجليزية
المظهر البريء لهذه الزهور الجميلة يتحدى طبيعتها القاتلة. إليكم نظرة على مكون مثير للإهتمام أبهر صانعي العطور لفترة طويلة
تعتبر الزهور الصغيرة البيضاء جميلة الرائحة واحدة من أكثر الاختيارات شهرة في عالم صناعة العطور. يعرفها صانعو العطور بإسم “زنبق الوادي”، وهذا المكون له أسماء متعددة وإرث مثير للإهتمام. رجل حكيم قال ذات مرة أنك لا يجب مطلقا أن تحكم على الكتاب من غلافه وزنبق الوادي مثال صارخ على كيف يكون المظهر البريء خادع إلى حد قاتل. عندما ظهرت للوجود، كانت زنبق الوادي تتمتع بجاذبية بريئة. ومع ذلك، فإن العالمين بخصائصها سوف يحذرونك بشدة من الوقوع في حب هذه البراءة.
نعمّ فالنبتة الصغيرة الفضية ذات الأوراق العريضة تحمل سماً خطراً. ربما كان إبداعا آخر مذهلا تقدمه الطبيعة أن تحمل مثل هذه الزهرة الجميلة هذا السلاح القاتل. كل جزء من هذه النبتة الجميلة مليء بالسم. ومع ذلك، على مر السنوات، ابتكر فن صناعة العطور تقنيات متنوعة لإستخراج العطر الآسر من هذه الزهرة.
موسم تفتح الزهور!
تعود أصول زنبق الوادي إلى نصف الكرة الشمالي وهي معتادة على المناخ البارد. موسم الزهور لهذا النبات في الربيع. في الحقيقة، أصوله ترتبط أيضا ببعض الأسماء التي يشتهر بها هذا النبات العطري. على سبيل المثال، تعرف زنبق الوادي أيضا بإسم ماي بلز (أجراس مايو). ففي النهاية، الزهور تتفتح في أجمل صورها في شهر مايو وتبدو وكأنها أجراس.
إسم آخر لها هو “دموع العذراء” أو “دموع مريم”. فالمسيحية تؤمن أن الزهور ترمز إلى دموع السيدة العذراء مريم عندما شاهدت صلب المسيح. وعندما تسقط الزهور الجميلة، تحل محلها ثمرة التوت الأحمر. ويسود الاعتقاد أن هذه الثمار هي دموع الطبيعة لأنها تم فصلها عن موسم الربيع حيث تتفتح الزهور. موسم الربيع المحب يتجه إلى الشمال أكثر وتجف النبتة حزنا لتكشف عن التوت.
الصلة الفرنسية
يحتل زنبق الوادي مكانة خاصة في تاريخ فرنسا. فمع اليوم الأول من شهر مايو يرى شعب فرنسا أنه من حسن الطالع أن يتبادلوا هذه الزهرة العاطرة هدية فيما بينهم. هذه الزهرة تمنح حسن الطالع من خلال رائحتها المسكية وتعتبر بشيرا بالحظ السعيد. ويتم الاحتفال باليوم باعتباره انطلاقة مهرجان زنبق الوادي. ربما هذه الصلة الفرنسية هي التي أدت إلى استخدام زنبق الوادي في العطور. ففي النهاية، الشغف الفرنسي بصناعة العطور لعب دورا حاسما في تشكيل ثقافة العطر كما يعرفها العالم اليوم.
في روسيا، تعتبر الزهرة الجميلة مصدر الوحي للشعراء. فالأسطورة تقول إن فالكوفا، أميرة البحر، وقعت في حب سادكو. ومع ذلك فقد منح قلبه إلى ليوبافا، أميرة الغابة والوديان. عندها جاءت فالكوفا إلى الأرض قادمة من البحر وبدأت تبكي. واشتهرت دموعها بأنها نبتة زنبقة الوادي الجميلة والسامة! وعلى الرغم من أن كل أجزاء هذا النبات سامة، فإنه يقال أن لها ورود عديدة ذات أثر طبي شاف.
من الواضح أن الأساطير المدنية قدمت زنبق الوادي باعتبارها رمزا للحب، الندم، النقاء ومشاعر أخرى كثيرة. تلهم الزهرة الجميلة الشعر، التقاليد، الثقافة، المهرجانات والعديد من الأساطير.
العلاقة مع العطور
العطر المبهر للزهور الجميلة هو ما حفز صانعي العطور على بذل مجهود أكبر لإكتشاف
تقنيات من أجل تحقيق أقصى استفادة من الرائحة. في البدء، شرع صانعو العطور في استخدامها لتحفيز العطر لكن زنبق الوادي الآن مكون نشط في عدد كبير من العطور. هذا المكون الفاتن يستخدم في قمة العطر، قلبه وقاعدته، وأصبح واحدا من أهم المكونات المفضلة بين صانعي العطر من كافة أنحاء العالم.
في الواقع، قدرة الزهور على إضافة عطر على المكان هي ما جعل منها اختيارا شائعا للزينة في المناسبات أيضا. لكن، زنبق الوادي عنصر زينة باهظ الثمن ليتم اختياره. فالصفات الخطرة في هذه الزهور تجعل من الصعب شراؤها وبالتالي تضيف سعرا أعلى من أجل إقتنائها.
عشاق زنبق الوادي يمتدون إلى خارج الحدود. في الحقيقة، هذه الزهرة الجميلة بعطرها
الرائع مشهورة أيضا بإعتبارها عطرا ملكيا مفضلا. وشوهدت مؤخرا في باقة العروس التي حملتها كيت ميدلتون يوم زواجها.
أحد أوائل العطور التي تخطر على البال عندما نتحدث عن زنبق الوادي هو ابتكار
“بنهاليجون” الذي يحمل الإسم نفسه. العطر الزهري الأخضر أطلق أولا عام
1976. استخدم مايكل بيكثول، الأنف وراء هذا العطر، زنبق الوادي في روائح الوسط. هذه الروائح، التي تتشابك بشكل جميل مع الياسمين، تعتمد على قاع
دة من خشب الصندل مما يمنح العطر رائحة تظل عالقة طويلا.
ابداع آخر في هذه الفئة هو “دونت جت مي رونج بيبي
” من بيت “ايتاه ليبر دورانج”.
هذا العطر، برائحة زنبق الوادي العبقة، الياسمين الفواح، زهرة البرتقال النقية وألدهايد الشبيه بالسيدات، يتحدى اسمه الجريء ليعطي عطرا ناعما، مذهلا وفي الوقت نفسه دائما. وتحت اللون الأبيض الملائكي
للزهور الرائعة، يخفي هذا العط
ر رائحة آسرة.
حتى ديوريسيمو
، العطر الزهري من أستاذ العطور الفرنسي إدمون رودنيتسكا، يستحق
الإشارة إليه بدوره عندما نتحدث عن زنبق الوادي واستخدامه في صناعة العطور. ظهر ديوريسيمو عام 1956 وهو محاولة لتحفيز زنبق الوا
دي، نظرا لأنه ف
ي هذا الوقت لم يكن الحصول على زيوت أساسية من الزهور الحقيقية أمرا ممكنا، وهو عطر جدير بالذكر. ربما يكون من أوائل العطور التي أبرزت رائحة زنبق الوادي. الإيحاء وراء إبداع هذه الزهرة يكمن في الهوس المعروف أنه يتملك ديور تجاه هذه الزهرة الجميلة.
ونظرا لقدرتها على أس
ر الحواس وتحفيز الذكريات برائحتها، فإن الحب والولاء لزنبق الوادي سوف يزداد قوة على
مدار السنوات القادمة.
Read this post in الإنجليزية