Read this post in
الإنجليزية
إرث زيرجوف: فن العطر
سيرجيو مومو يتحدث عن الحرفية، الإبداع وتطور زيرجوف
منذ تأسست زيرجوف عام 2005 وهي تضع معنى جديدا للرفاهية في صناعة العطور بحرفيتها البديعة ومكوناتها النادرة. أسس سيرجيو مومو العلامة لتدمج الفن الحرفي اليدوي الإيطالي مع أرقى عناصر الطبيعة، لتبدع عطورا تتميز بالفخامة والإثارة في الوقت نفسه. في هذا الحوار الحصري، يقاسمنا مومو رؤاه حول تطور زيرجوف، الإلهام وراء عطوره الأسطورية وصلة العلامة الممتدة جذورها عميقا في سوق الشرق الأوسط.
برفيوم بلس: لقد أصبحت زيرجوف مرادفا للرفاهية وصناعة العطور الفنية. ما الذي ألهمك تأسيس العلامة وكيف تطورت على مر السنوات؟
سيرجيو مومو: لم تولد زيرجوف من بحث اقتصادي – لقد كان مشروعا شخصيا يعبر عن شغف خاص. في البداية لم يكن لدينا حتى شركة رسمية أو حساب أرباح وخسائر. لقد تعلق الأمر ببساطة بإبتكار شيء فريد مستوحى من الطبيعة والحرفية الإيطالية الراقية.
كانت هناك عناصر كثيرة جدا وددت أن أضيفها إلى العلامة، لكن في البداية، كنت أشعر أن بعضها أكثر تعقيدا من تحويله إلى حقيقة. مع ذلك، بمرور الوقت، وجدنا طرقا لتحسين هذه الأفكار ودمجها لتصبح زيرجوف على الشكل الذي هي عليه اليوم.
ب ب : عطورك تصنع بأيدي أساتذة من صناع العطر بإستخدام مكونات نادرة. هل يمكنك أن تطلعنا على العملية الإبداعية لتصنيع عطر يحمل توقيع زيرجوف؟
س م: الطبيعة عنصر رئيسي في ابتكارات زيرجوف. نحن نركز بشدة على البحث عن المكونات الطبيعية وفهمها بينما ندعم في الوقت نفسه التقدم في الكيمياء.
تأتي موادنا الخام من كافة أنحاء العالم، ويتطلب كل منها التعامل بعناية واحترام عميق لزراعتها، معالجتها وتقطيرها. هذا التحول – من مادة خام إلى زيت أساسي – بالغ الأهمية لأنه يحدد الإبداع وراء عطر ما. تلعب تقنيات التقطير دورا مهما في تحديد شكل عطورنا، ونحن نستكشف بإستمرار تطورات جديدة في هذا المجال لترقية حرفتنا الصناعية.
زيرجوف علامة معقدة، لها أكثر من 141 -145 عطر في محفظتنا. كل ابتكار جديد إما أن يعزز مجموعة قائمة أو يقدم مفهوما جديدا تماما يمكن أن يتطور إلى سلسلته الخاصة. (يتيح لنا هذا النهج بتنوعه تجاوز الحدود الإبداعية مع الحفاظ على الكمال الفني لعطورنا)
ب ب: يتضمن تصميم زجاجات عطور زيرجوف غالبا موادا فاخرة مثل زجاج مورانو وأحجار كوارتز. كيف تضمن التناغم المثالي بين الفن البصري والامتياز الشمي؟
س م: التصميم كان دائما جزءا لا يتجزأ من مفهومي الإبداعي. بالنسبة لي، لا يتعلق العطر فقط بالرائحة – إنها تجربة حسية متكاملة. تصميم الزجاجة والمواد الخام لا يقلان أهمية عن العطر ذاته.
نحن ندمج التراث الثقافي والفني الثري لإيطاليا في تعبئة عطورنا، باستخدام مواد رائعة مثل زجاج مورانو، المهارة الحرفية للصناع في مدينة البندقية والأحجار شبه الكريمة. لا تعزز هذه العناصر المظهر الجمالي فحسب، بل تعكس أيضا الفخامة والفن وراء كل رائحة.
تاريخيا ، كانت صناعة العطور مرتبطة ارتباطا وثيقا بالفن، حيث كانت العطور موجودة في زجاجات كريستالية مصممة بشكل معقد، تصنع غالبا باعتبارها إصدارات محدودة. بمرور الوقت، جعل الإنتاج الضخم العطور أكثر سهولة، ولكن في هذه العملية، ضاع بعض هذا الفن. في زيرجوف، أريد إحياء هذا التقليد - حيث العطر ليس مجرد عطر، بل عمل فني.
ب ب: بوتيك زيرجوف في مول دبي وجهة رئيسية لعشاق العطور. ما الذي يجعل هذا البوتيك تجربة فريدة للعملاء في المنطقة؟
س م: يتمتع بوتيك زيرجوف في مول دبي بالخصوصية لعدة أسباب. تستثمر زيرجوف بقوة في البوتيكات حول العالم، لأنها توفر التجربة الأفضل – حيث يستطيع العملاء استكشاف مجموعة مبتكراتنا الكاملة والتمتع بارشاد خبير من المستشارين المدربين الذين يفهمون علامتنا بشكل كامل. بطريقة ما، البوتيك يجسد جوهر زيرجوف.
هذا البوتيك له مغزى أعظم لأنه كان أول متجر لنا، افتتح منذ 13 عاما. إنه ليس مجرد متجر، إنه علامة فارقة في رحلتنا، يمثل مؤسستنا وتطور أسلوب ورؤية زيرجوف.
ب ب: كيف أثر سوق الشرق الأوسط على ابداعات زيرجوف في العطر، بالنظر إلى حب المنطقة المتأصل للعطور الفاخرة بشكل خاص؟
س م: يتمتع الشرق الأوسط بشغف عميق الجذور بصناعة العطور، وهذا الشغف كان تأثيره عميقا على زيرجوف. بينما شكلت صناعة العطور الأوروبية الكلاسيكية أسلوبي المبكر، فإن استكشاف التقاليد الشرق أوسطية فتح أمامي عالما من التراث الشمي الثري والمواد الخام الاستثنائية.
لقد انغمست في تاريخها، سافرت كثيرا في المنطقة وفي جنوب شرقي آسيا لأفهم الفن بنفسي بشكل مباشر. أدى هذا إلى ابتكار مجموعة نجوم العود – عود ستارز (Oud Stars)، المستوحاة من مدن تاريخية مثل الإسكندرية والخط. عبر المجموعة، لا نحتفي فقط بصناعة العطور الشرق أوسطية – نحن نكرم تراثها الثقافي العميق.
ب ب: بليثورا موزع معتمد وموثوق لعطور زيرجوف في منطقة الخليج. كيف ساهمت هذه الشراكة في نمو وسهولة الوصول إلى العلامة؟
س م: كانت شراكتنا مع بليثورا في غاية الأهمية لنمو زيرجوف في المنطقة. لقد آمنت دائما أن الأشخاص يقودون النجاح، ومنذ البداية بنيت علاقتنا على الثقة، التفاني والرؤية المشتركة.
يأتي إطلاق علامة عطور فاخرة محملا بالتحديات، لكن بليثورا عملت معنا عن كثب لتعزيز وجود زيرجوف في المنطقة. على الرغم من البعد الجغرافي، يبقى تعاوننا قويا، مدعوما بالحرفية والشغف المشترك بالعطور الراقية.
ب ب: في مشهد الرفاهية المتطور اليوم، كيف توازن بين التقاليد والابتكار بينما تواجه المخاوف بصدد الاستدامة؟
س م: الاستدامة قضية مهمة جدا اليوم. في الماضي، ركزت علامات العطور بالأساس على التقاليد، لكن الآن علينا أن نواصل البحث والتكيف.
أحد التحولات الرئيسية هو قاعدة العملاء المتطورة – عشاق العطور الفاخرة أصبحوا أصغر سنا، وتوقعاتهم مختلفة. الفجوة الثقافية بين الأجيال أوسع كثيرا الآن، خاصة مع الوتيرة السريعة للعالم الرقمي.
ومن أجل الحفاظ على تقدمنا، نتبني أفكارا وتقنيات جديدة، خاصة فيما يتعلق بتقنيات التقطير المستدامة. نحن نمنح الأولوية للمواد الخام عالية الجودة على البلاستيك، لنضمن أن تبقى ابداعاتنا فاخرة وتعني بالبيئة في الوقت نفسه. يمثل تحقيق الموازنة بين التقاليد والإبتكارتحديا، لكنه ما يجعل زيرجوف تواصل تطورها دون أن تفقد جوهرها.
ب ب: بإعتبارك المؤسس والقوة الإبداعية وراء زيرجوف، ما الذي يستمر في تغذية شغفك بصناعة العطور؟
س م: ما يجعلني مستمرا في شغفي بسيط – أحب فعلا ما أقوم به. منذ البداية، كان معي فريق رائع، بما في ذلك شريكي في العمل، الذي يلازمني منذ اليوم الأول. اليوم، لدينا نحو 65 شخصا يعملون معا، وهو عدد كبير لبيت عطور راق. لكن عندما أقول "أنا"، أعني في الواقع "نحن" لأن هذا الشغف يتقاسمه الجميع في زيرجوف.
لا يوجد فجوة حقيقية بين العمل والحياة - عقولنا تعج دائما بالأفكار الجديدة، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. بعد ما يقرب من 20 عاما، لم تقل الإثارة. كل تحد هو جزء من الرحلة، مما يدفعنا إلى الابتكار.
ما يدفعني أيضا للأمام هو التعاون مع أصحاب أشكال فنية أخرى – أعني الموسيقيين، الطهاة، المهندسين المعماريين والأدباء. العطر لا يتعلق فقط بالرائحة. يتعلق بالتواصل، الإبداع والإلهام.
ب ب: هل هناك عطر زيرجوف محدد له مكانة خاصة في قلبك؟ في هذه الحالة، ما الذي يجعله بهذه الخصوصية؟
س م: ليس هناك واحد فقط – أحب كل عطوري. بالطبع، لا أملك كل عطور زيرجوف المائة وخمسة وأربعين في حمامي! أحتفظ بمجموعة صغيرة منتقاة وأختار بشكل عشوائي لأني أحب أن أجرب كل شيء نبتكره. حتى إذا كان العطر لا يحقق أفضل مبيعات، فإنه لا يزال يحتفظ بقيمة بسبب الجهد والفن وراء ابتكاره.
عندما لا أكون مسافرا، لا أضع العطر دائما نظرا لأني أختبر دائما أفكارا جديدة. أفضل أن أحافظ على بشرتي خالية لإستكشاف مختلف الاتجاهات دون تداخل. لكن إن كان يتعين علي أن أحدد واحدا، فإن عطرنا الأول، أوم (Homme)، يحمل مكانة خاصة. إنه يحتفل الآن بعيده السابع عشر وبالطبع، هناك صلة عميقة هنا.
بهذا القول، كثيرا ما أعود للنظر إلى الابتكارات الأقدم، مفكرا في كيفية ملاءمتها لوقتها. مثل الموسيقى، كل عطر يمثل لحظة. حتى لو كنت أرى الأشياء بشكل مختلف الآن، ما نبتكره عندها كان مناسبا لتلك الفترة.
ب ب: ما الرسالة التي تود تقاسمها مع قراء برفيوم بلس؟
س م: يجب منح الأولوية دائما للجودة والإبداع.
الجودة أولا – إنها أساسية في كل شيء، ليس فقط في العطور بل في الحياة كلها. لكن بجانب الجودة، لا يقل الإبداع أهمية. أحيانا، قد تجد شيئا ذا جودة عالية، لكنه يجعلك تشعر كأنك رأيته في السابق، إنه يفقد تأثيره.
المفتاح هو أن تواصل البحث وتواصل الابتكار. عندما تجمع الجودة والأفكار المبتكرة معا، هذه هي اللحظة التي يحدث فيها شيء فعلا له خصوصيته. هذا ما أؤمن أن على كل شخص أن يضعه في اعتباره.
Read this post in
الإنجليزية