Read this post in
الإنجليزية
همسات الرفاهية: سيطرة جولي بلوشيه العاطرة
دمج البراعة الأوروبية مع تقاليد العطو
تجلب جولي بلوشيه، كبيرة صانعي العطور في "سي بي أل"، مفهومها "الرفاهية الهادئة" الراقي إلى الشرق الأوسط. تصنع بلوشيه روائح فاخرة تكرم التقاليد بينما تعتنق الابتكار،وذلك بفضل شغفها بالطبيعة، العلوم والإبداع. تعمل جولي في دبي بشكل جزئي، حيث تستكشف إلهاما جديدا لكي تعيد تعريف مفهوم العطر الفاخر مع الإلتزام بالاستدامة والأناقة.
برفيوم بلس: تصفين نفسك باعتبارك صانعة عطور "الرفاهية الهادئة". كيف تحددين هذه القيمة الجمالية وكيف تؤثر على تركيبات عطرك؟
جولي بلوشيه: نحن غالبا نحدد الرفاهية بالندرة والقيمة النقدية العالية. بالنسبة لي، الرفاهية مرادف للجودة، البساطة، الأناقة والهدوء – مساحة يمكن فيها لذهني أن يتنفس وحيث يمكنني أن أقدر بشكل حقيقي جمال الأشياء البسيطة دون تحايل. هذا هو السبب أني أصف نفسي بأني صانعة عطور "الرفاهية الهادئة" ولهذا أبذل قصارى جهدي لأعكس هذه القيمة الجمالية في ابتكاراتي.
ب ب: بصفته راقصة فلامنكو شغوفة وصانعة عطور ذات خلفية في الكيمياء، كيف تؤثر الحركات والعلم على ابداعاتك؟
ج ب: لقد مارست رقص الفلامنكو بشغف على مدار 15 عاما، لكني اضطررت إلى التوقف بسبب اصابة. مع ذلك، يظل الفلامنكو دائما في قلبي! أرى العطور حية وفي حركة دائمة، بشكل كبير مثل حركات راقصة للجسم. الرقص أيضا وسيلة بالنسبة لي للتواصل مع ذاتي والبقاء مخلصة لشخصيتي الحقيقية – تماما مثلما أفعل في ابتكاراتي.
من خلفيتي العلمية، تعلمت أن العلوم معرفة مبنية على حقائق تأكدت مرارا وتكرارا. العلم ليس جامدا، إنه في تطور مستمر، وهناك دائما المزيد لإكتشافه. أرى تشابها مع ابتكار عطر – مجموعة مكونات العطر المتاحة تتطور بإستمرار، الصرعات تتغير، وتركيبات العطر لا نهائية - وأنا أتعلم شيئا جديدا طوال الوقت.
ب ب : ما الذي اجتذبك أولا للعطر، وهل تمتلكين من طفولتك ذكرى عطر ترك لديك انطباعا دائما؟
ج ب: لست متأكدة تماما مما جذبني لأول مرة إلى العطر، لأن ذكريات طفولتي غامضة إلى حد ما. لقد نشأت في الريف وكنت أشعر دائما بالفضول بشأن الروائح المختلفة في الطبيعة. كما أتذكر أني كنت مفتونة بمنتجات بيت عطور جيرلان (Guerlain) الخاصة بجدتي من العطور وأدوات التجميل. كانت تضع دائما عطرين هما: "جاردان دو باجاتيل" و"لور بلو" ( Jardins de Bagatelle و L'Heure Bleue). هذه الذكريات العطرة تركت بالتأكيد انطباعا قويا ودائما في نفسي.
ب ب: قيل لنا إن فيلما معينا لعب دورا كبيرا في الإيحاء بمهنتك في صناعة العطور. هل يمكنك اخبارنا أكثر قليلا عن هذا؟
ج ب: عندما كنت في سن المراهقة، شاهدت "فانفان" بطولة صوفي مارسو، ولعبت فيه دور متدربة على صناعة العطور. هذا الفيلم كان نقطة تحول بالنسبة لي لأني اكتشفت وجود عالم كامل في صناعة العطور وأن أكون صانعة عطر مهنة حقيقية. في هذه اللحظة، عرفت دون أدني شك أن هذا بالضبط ما أريد أن أفعله في حياتي.
ب ب: أي من ابتكاراتك الخاصة المفضل لديك؟ هل يمكنك اطلاعنا على القصة وراء هذا العطر وما يمثله لك؟
ج ب : هذا سؤال صعب لأني لا أحب أن أختار واحدا فقط، لكن العطر الذي أشعر بفخر خاص بشأنه هو عطر "هايجروف بوكيه" من دار عطور "بنهاليجون". لقد استوحيته من حدائق هايجروف، وهي الضيغة الواقعة في مقر إقامة الملك تشارلز الثالث. بني العطر حول شجرة الليمون الفضي "تيليا بيتيولاريس" التي تزهر كل صيف في الحديقة مطلقة رائحة زهور دافئة، شمسية ومخدرة يعشقها كل شخص في الضيعة. كان هدفي من هذا العطر هو ألتقط جوهر زهرة الليمون الفضي وأعيد ابتكار الانطباع الطبيعي لزيارتي لهذه الحديقة الجميلة.
ب ب: بعد عملك لفترة طويلة في المملكة المتحدة، أنت الآن تجلبين خبرتك إلى الشرق الأوسط، وهي منطقة تمتلك جذورا عميقا في تقاليد صناعة العطور مثل العود، البخور والزهور. ما الذي يثير حماسك حول هذا الفصل الجديد، وكيف تخططين لدمج هذه العناصر في ابتكاراتك المستقبلية مع تمسكك بأسلوبك الخاص المتفرد؟
ج ب : تتطور أسواق العطور حول العالم اليوم وتؤثر أحدها على الأخرى، لتظهر صرعات جديدة تمزج صرعات غير متوقعة – مثل دمج العود مع الفواكه الاستوائية. وبينما يظل سوق الشرق الأوسط ممتد الجذور في التقاليد، إلا أنه أيضا يتطور، ويتأثر بشكل متزايد بصناعة العطور الغربية.
ومع تراثي وخبرتي الأوروبيين، أشعر بالحماس البالغ لأنغمس في صناعة العطور الشرق أوسطية، أوسع معرفتي وأجلب أفكارا ابداعية جديدة إلى المنطقة. الحفاظ على أصالة أسلوبي الشخصي رحلة مستمرة – التعلم من الثقافات المختلفة، استكشاف مكونات إقليمية واكتساب رؤى جديدة. تمتزج هذه المعرفة بشكل طبيعي مع هويتي الإبداعية الخاصة، لتمنحني الفرصة لصنع عطور تكرم التقاليد وتحمل بصمتي الشخصية الفريدة.
ب ب: مع تركيز "سي بي أل" على الابتكار والاستدامة، كيف تنظرين إلى مستقبل العطور الراقية المتطور في السنوات القادمة؟
ج ب: أرى الابتكار والاستدامة يحددان شكل مستقبل العطر. هناك تقنيات مثل "أروما سبيس" تمكننا من ابتكار روائح مع أقل قدر ممكن من التأثير على البيئة، مع الاستمرار في دفع حدود الإبداع.
ب ب: إذا كان يمكنك وضع جوهر رحلتك كصانعة عطر في زجاجة عطر واحدة، كيف ستكون رائحتها؟
ج ب: لقد نشأت في الريف، تحيط بي الطبيعة، وكانت الأشجار تبهرني دائما. لهذا أحب العمل مع الأخشاب والقصص المستوحاة من الشجر في عطوري. ومع تقدم سني ومعيشتي في مدن عصرية كبيرة، تعرضت لثقافات ونكهات جديدة. اكتشفت الهيل في وقت متأخر كثيرا، لكنه أصبح من وقتها بهاري المفضل – أستخدمه كثيرا مع الزعفران والفلفل الوردي، وهما يجتمعان بشكل جميل مع الروائح الخشبية.
كما أني أحب كثيرا الروائح الصالحة للأكل، مثل الفواكه والروائح الشهية، غالبا لأني من عشاق الأكل. هذه العناصر تضيف جودة باعثة على الإدمان للعطور، مما يجعلها آسرة أكثر.
ب ب: ما هي الرسالة التي تودين تقاسمها مع قراء برفيوم بلس؟
ج ب: أنا متحمسة لمزج تراثي الأوروبي مع تقاليد ومكونات جديدة وصياغة روائح مبتكرة ومراعية للكوكب. العطر رحلة شخصية عميقة - طريقة للتواصل مع الذكريات والمشاعر. عليك أن تحتضن العطر كفن يروي قصتك الفريدة، واستكشف دائما بفضول وفرح. آمل أن تصبح إبداعاتي جزءا من قصتك في المستقبل.
ر في الشرق الأوسط والابتكار
Read this post in
الإنجليزية