Read this post in الإنجليزية
الاستدامة في جزيرة الآلهة
بالي، إندونيسيا، المعروفة أيضا بإسم جزيرة الآلهة، موطن لمشروع استدامة عمره الآن 10 أعوام. يشترك ساتريا وباريش في هذا المشروع من قبل حتى أن يصبح مصطلح "الاستدامة" الكلمة الشائعة المتداولة اليوم
ولد ساتريا ونشأ في جاكارتا. درس الإقتصاد في جامعة ديبونيجورو في مقاطعة جاوة الوسطى، ثم درس المالية والمحاسبة في جامعة ليدز في يوركشاير. وبعد تخرجه، عمل ساتريا في انجلترا لعدة سنوات في قسم الشؤون المالية في مؤسسة "بريتيش جاز" وعدد من المؤسسات الأخرى. خلال هذا الوقت، التقي وباريش، الباحث في مجال الاستدامة من نيويورك والذي يقاسمه الآراء نفسها، وقرر الإثنان أن يكونا فريقا لاختبار أفكارهما في إندونيسيا. وفي عام 2010، وصلا بالي واليوم يتوليان مسؤولية "بلو ستون بوتانيكالز"، ومقرها أوبود، التي تنتج زيوتا عطرية وأساسية طبيعية مصنوعة يدويا 100% لدعم الصحة، الرفاهية والاستدامة. هذه المنتجات المستخدمة في العلاج مستوحاة من الفنون النباتية في بالي وجاوا ولكن تم تحديثها لتناسب أساليب الحياة العصرية.
برفيوم بلس: ما الذي دفعكما إلى البدء في مجال العطور؟
ساتريا: قبل بضع سنوات كنت وصديقي على متن قطار يعبر جاوا من جوجيا إلى جاكارتا. كانت أمامنا واحدة من معطرات الهواء الكميائية التي تطلق عطرها كل فترة معينة، وكانت تطلق رذاذها كل بضع دقائق طوال الرحلة التي استغرقت عشر ساعات. عند وصولنا كنا نشعر بالغثيان وهو ما جعلنا نتساءل عن السبب في صناعة معطرات الهواء بإستخدام المئات من الكيماويات الإصطناعية، والتي غالبا ما تكون سامة، عندما تكون روائح الطبيعة العطرية متاحة. إندونيسيا تنتج بعضا من أرقى الزيوت الأساسية المستخرجة من النباتات، ولها خصائص صحية طبيعية. لذلك فإن الروائح العطرية المصنوعة من هذه الزيوت، ليست فقط طبيعية بالكامل وغير سامة، بل ويمكنها أيضا أن تعزز صحة الناس! هذه الفكرة كانت بداية الأمر كله.
ب ب: ماذا تعني الاستدامة بالنسبة لك؟
باريش: بالنسبة لنا، الاستدامة تعني أن نقدم مساهمة حقيقية واصيلة إلى المجتمع، مساهمة مفهومة بالمعنى الواسع لجميع الناس، والكرة الأرضة بأكملها. في بالي والجزر الآخرى في إندونيسيا، المسؤولية تجاه المجتمع قيمة تقليدية على أعلى درجات الأهمية. نحن نرى الاستدامة باعتبارها مصطلحا جديدا لهذا المفهوم القديم. الجيد في فكرة الإستدامة هو أنها تشجع الناس على التفكير حول تأثيرات أفعالهم بطريقة بعيدة النظر وواسعة الأفق، بمعنى أنه يجب أن أن نفكر في التأثيرات على مجتمعنا بأكمله: الآشخاص الآخرين وبيئة الحياة الآن وفي المستقبل. في مدارس أعمال كثيرة، الحكمة التقليدية المقبولة كانت أن الأعمال الناجحة معناها أن تحتفظ بالمزايا لنفسك وتلقي العبء على الآخرين. لكن هناك حكمة شائعة أخرى. هناك تحذير حكيم من الأجداد محفوظ في القول المأثور: "لا تكن بخيلا عند تقاسم الحلويات لكن كريما عند تقاسم الأمور المريرة." ولكي نرقى إلى مستوى هذه الحكمة علينا أن نكون مسؤولين عن التيقن من أن أفعالنا لا تؤذي الآخرين والبيئة الطبيعية، وأن نتقاسم ثمارنا بشكل واسع بقدر المستطاع.
ب ب: ما هي أهداف مشروعك؟
ساتريا: أولا كان علينا أن نكتشف كيف نتصرف في الأمور التي ليس لدينا منفذا إليها هنا في بالي، وتحقيق أقصى استفادة مما لدينا. كنا محظوظين لأن إندونيسيا لديها وفرة من الزيوت الأساسية العالية الجودة، وأيضا زيوت أخرى مثل جوز الهند البكر و ألوريت جزر الملوك (المعروف أيضا بإسم جوز الشمعة أو الجوز الهندي أو كوكواي). هذه الزيوت الطبيعية الوفيرة (دون أن ننسى أن نذكر مياه المطر الوفيرة في جبال بالي!) أصبحت هي المكونات الخاصة التي أتاحت الفرصة لشركتنا "بلو ستون بوتانيكالز" لتعثر على مكان لها هنا في بالي، ثم تزدهر لاحقا كشركة رائدة في السوق في صناعة المنتجات الطبيعية في جنوب شرقي آسيا.
باريش: لقد كان تحديا كبيرا في الأيام الأولى لأنه لم يكن هناك بدائل طبيعية لمكونات عديدة ضرورية، مثل المستحلبات والمكثفات، وإن وجدت فإنها كانت باهظة الثمن وغير متاحة في إندونيسيا. لذلك تعين علينا أن نكون واسعي الحيلة ومبتكرين لكي نحقق أفضل استفادة مما هو متاح محليا لننتج منتجات عالمية المستوى بالفعل يمكن أن يحب الناس استخدامها ويرغبون في العودة للحصول على المزيد منها.
الموقع مهم لأن بعض النباتات، مثل اليلانج يلانج على سبيل المثال، تحتاج إلى تقطيرها في غضون ساعات من حصادها لإنتاج أفضل زيوت أساسية. كذلك، الظروف البيئية، نوع التربة، أنماط الطقس، المناخ المحلي، إلخ، لها تأثير كبيرعلى كميات الزيت النهائي التي يتم انتاجها. على سبيل المثال، إذا جربت زيت عشب الليمون الأساسي المصنوع في الجزء الشرقي من جزيرة جاوا مقارنة بالجزء الغربي، سوف تجد أن الرائحة متميزة للغاية على الرغم من أنه نفس نوع النبات. مثل آخر هو زيت الباتشولي الإندونيسي، المختلف تماما عن الباتشولى الذي يعرفه معظمنا والقادم من الهند. الباتشولي المزروع في جزيرة سومطرة يتمتع برائحة ممتعة خفيفة، زهرية، لكه ما يزال يحتفظ بالخاصية العطرية للباتشولي الهندي. خلال السنوات القليلة الماضية تحول انتاج الباتشولي إلى حد كبير إلى جزيرة سومطرة، لذلك تزداد صعوبة العثور على الباتشولي السومطري الجيد النوعية.
ب ب: كيف تتعاملون مع مفهوم "الاستدامة"؟
ساتريا: مبدأنا الأول هو استخدام مواد طبيعية تماما. هذا يلغي كل أنواع الكيماويات الاصطناعية السامة والمسببة للتلوث. لكن هذا ليس كافيا. لمجرد أن المنتج طبيعي لا يعني بالضرورة أنه مفيد. على سبيل المثال، رغم أن الزيوت الأساسية نقية وطبيعية إلا إنها قوية ويجب أن تستخدم بكميات آمنة لضمان الفوائد الصحية بدون المخاطر على الصحة. كذلك، بعض المكونات الطبيعية يمكنها أن تكون استغلالية للغاية ومضرة بيئيا بسبب طريقة عمل الصناعة. نحن مثلا لا نستخدم زيت النخيل في أي من منتجاتنا احتراما للغابات الإستوائية الممطرة التي في سبيلها للإختفاء في إندونيسيا وسكان الغابات الأصليين.
باريش: لا يكفي أن تسبب أذى أقل. لقد صممنا على وضع مزايا متنوعة مباشرة داخل منتجاتنا ونموذج أعمالنا منذ البداية. لننظر مثلا إلى معطر الهواء الذي نصنعه "بالي رين ميستس" (Bali Rain Mists). بعد بعض الوقت من صناعة معطرات هواء طبيعية وصحية بالكامل، قررنا أن نكون مبدعين ونتوصل إلى طريقة لكي يكون للمنتج المزيد من التأثير المباشر والمفيد على مجتمعاتنا المحلية هنا في بالي. الزيوت الأساسية تأتي بالفعل من مزارع إندونيسية، لكي ماذا عن كل المياه التي نستخدمها؟ ألهمتنا هذه الفكرة مشروعا مستداما لسبل العيش الريفية من أجل الأمهات غير العاملات المقيمات على المنحدرات الجبلية البركانية في بالي. قمنا بتدريب بعض الأمهات الشابات على كيفية تجميع مياه الأمطار النقية من الجبل من منازلهن، ونشتريها منهن، ننقيها أكثر، ثم نستخدمها لتصبح المكون الرئيسي في معطر الهواء "بالي رين ميستس". لذلك لدينا الآن معطر هواء مصنوع من زيوت أساسية نقية وطبيعية مقطرة من النباتات في وسط من مياه الأمطار النقية من جبال بالي مما يدعم شبكة المزارعين، المقطرين والأمهات المقيمات بالمنزل. أمر جيد للمجتمع وجيد لعملائنا. هذه هي نوعية المنتجات التي يسعدنا للغاية تصميمها وطرحها للبيع.
ب ب: هل حققتم أهدافكم؟
ساتريا: لقد حققنا أهدافنا، لكن ليس بالكامل! نحن الآن في مجال العمل منذ أكثر من عشر سنوات ونحن على ثقة من خط انتاجنا، نموذج عملنا وتأثيرنا على المجتمع. لكننا نود أن نرى هذا التأثير يزداد إلى حد أن تتمكن "بلو ستون بوتانيكالز" من النمو إلى أبعد من حدود بالي، وأن تتمكن تأثيراتنا الإيجابية على الناس والكوكب من النمو بدورها بنفس القدر. لذلك، في الوقت الحالي، نحن نبحث عن مستثمرين جدد يتقاسمون معنا التزاماتنا نحو الاستدامة وشغفنا بالعمل معا لنقدم "بلو ستون بوتانيكالز" إلى العالم بأكمله مع بقاء جذورها مزروعة بقوة في بالي.
Read this post in الإنجليزية