Read this post in الإنجليزية
جولاتي في عُمان
بمناسبة إطلاق عطر “باوندليس”، ذو الرائحة الخشبية مع لمسات من البهارات، وجهت العلامة التجارية “أمواج” دعوة إلى صانعة العطور كارين فينشون، لاكتشاف عطور وجمال سلطنة عمان بصحبة رينو سالمون، الرئيس التنفيذي في “أمواج”
منذ نعومة أظفارها، وكارين فينشون- سبينيه، صانعة العطور في مجموعة روبرتيه منذ أكثر من 15 عاما، تتمتع بشغف كبير بالروائح. وعلى طول مسيرتها المهنية، تولد لديها إعجاب خاص بالعنبر والروائح الخشبية وأصبحت صانعة عطور مشهورة لدى “أمواج”، التي ابتكرت من أجلها “باوندليس” وهو عطر خشبي يتميز بروائح البهارات، ويتناسب مع الرجال والنساء على حد سواء، فهو “عطر يتمتع بطاقة حارقة مليئة بالحيوية تعكس ضوء الشمس على خلفية من الزهور”.
ومن أجل قراء برفيوم بلس، تقاسمنا كارين تجربة رحلاتها في كافة أنحاء سلطنة عمان.
برفيوم بلس: لقد سمعنا الكثير عن “جولاتي في عُمان”، هل يمكن أن تخبرينا بالمزيد عن هذه الرحلة؟
كارين فينشون- سبينيه: عقب انتهاء معرض “بيوتي وورلد الشرق الأوسط 2021” توجهت مباشرة إلى سلطنة عمان لاستكشاف ثقافتها، وروائحها وجمال السلطنة الملهمة، ورافقني في الرحلة رينو سالمون، كنت متحمسة للغاية لإستكشاف جزء آخر من الشرق الأوسط، الذي اعتبره عالم ساحر يضج بالجمال.
كانت الرحلة حافلة، موزعة بين الأرض والبحر، والروائح المحلية التي نعرف بعضها، ولكن في هذه الرحلة شعرت بأن هناك آفاقاً جديدة تتفتح، لقد أتاحت لي هذه الرحلة إمكانية استكشاف الشمال، عبر زيارة قلعة نِزْوَى، ثم الجبل الأخضر في قلب جبال الحجر، ولاحقا واحة من النخيل وأشجار الموز، التي بدت واحة خضراء وسط الأرض القاحلة.
أما في مسقط، فقد تعرفنا على قوة بحر العرب! فيما كان المشهد من الجبال، المطلة على الخليج، يخطف الأنفاس! ثم بعد ذلك، وعلى متن القارب التقليدي، استمتعنا برائحة رذاذ البحر، ونحن نستمع للعزف على أوتار العود العربي والطبلة، كما تمتعنا أيضاً بالمشهد الممتع لغروب الشمس الذي يبعث الهدوء في النفس.
بينما زرنا في الجنوب صلالة، ووادي دوكة، المحمية الطبيعية لأشجار اللبان المدرجة على قائمة التراث الثقافي والطبيعي العالمي الخاصة بمنظمة اليونيسكو.
برفيوم بلس: تبدو الرحلة مبهرة، ما هي الروائح التي تعيدك إلى هذه الرحلة؟
كارين فينشون- سبينيه: اكتشاف الروائح، بتقديري كان الأهم في هذه الرحلة، حيث كشف سوق مسقط أمامنا عن الكثير من الروائح الساحرة التي تتمتع بها بهارات الهيل، والزعفران والزنجبيل، وهي مزيج من البهارات الشرقية التي تحملك مباشرة إلى القصص الخيالية. وقد كان رائعاً أن نشم رائحة اللبان المنتشر في كل مكان.
في حجر، كانت رائحة الخزامى البري منتشرة في كل مكان، وهي مختلفة تماماً عن خزامى البحر المتوسط الذي نعرفه. فقد بدا فيها تأثير خفيف للبابونج. وعندما قمنا بصنع كومة من أوراق شجرة الليمون، بدت رائحتها وكأنها نابعة من إحدى عطورنا، حيث اكتشفنا فيها بعض الجوانب العطرية مع الطحالب والتأثير الخشبي، لذا يمكنني وصفها بأنها رائحة من الجنة، وهو ما يجعلنا ندرك بأن الطبيعة قادرة على الإبداع من تلقاء نفسها؟
كما أتيحت لنا فرصة زيارة “مزرعة السلطان”، وهي حديقة شاسعة تمتد على مساحة 24 هكتاراً، يتم فيها المحافظة على الأنواع النباتية من كافة أنحاء العالم ودراستها. وفي هذه الحديقة تنسمنا الكثير من روائح الأشجار كما الخوخ، والتفاح، ثم الأشجار العطرية، وأشجار الزيتون، والعرعر، والورود، والزعفران (الذي تبدو رائحته تشبه رائحة العسل!) والسرو، كما تصنع المزرعة زيت الزيتون الخاص بها، فضلاً عن العسل، والخل وزيت الورد المحروق، أعتقد أن أنوفنا كانت محظوظة إلى أقصى درجة.
برفيوم بلس: ما هي الانطباعات التي تولدت لديك من حيث الشم عقب هذه الرحلة؟
كارين فينشون- سبينيه: يمكن اعتبار الطبيعة في عُمان مصدر خصب، لتجارب تستمتع بها حاستي الشم والتذوق على حد سواء، وخلال رحلتنا، تذوقنا الأطباق المحلية التي اشتهرت بها كل منطقة، لذا اعتبرها تجربة استثنائية للغاية قادرة على إثراء الحياة.
فعلى سبيل المثال، في الجبل الأخضر عندما قمنا بزيارة مزارع الرمان، تذوقناها في الحال، لقد كانت كشفاً منعشاً أصيلاً، وتذوقنا التمور، وجوز الهند، والفستق، واللوز وأنواع محلية خاصة مثل الحولة (وهي مزيج من السمن، العسل، الهيل، اللوز، الفستق والحليب)، والقهوة العمانية المصنوعة من ماء الورد والهيل، وحتى ماء جوز الهند الطازج.
كذلك، أعد لنا أحد كبار الطهاة وجبات تعتمد على روائح المجموعة الجديدة من عطور “أمواج”، فقد ساهم ملمسها وألوانها ومكوناتها في الهام الطاهي لابتكار أطباق رائعة. يسعدني دائما أن أحظى بمثل هذا النوع من التجارب متعددة الحواس، ما يجعلني استمتع بالفنون المتبادلة.
برفيوم بلس: ما هي أهم لحظة في رحلتك؟
كارين فينشون- سبينيه: بالنسبة لي، زيارة المحمية الطبيعية في وادي دوكة في جنوبي عُمان بدت بالنسبة لي اكتشافاً حقيقياً، شعرت معه بالانبهار، فهي محمية من أشجار اللبان، وكان من المثير دراسة الكيفية التي يتم بها حصاد دموع البخور، التي اعتبرها عملية رائعة، تتطلب الكثير من المعرفة والمهارة. وصدقوني، نحن في روبرتيه نعلم شيئا ما عن المعرفة والمهارة.
أول الجروح تبدأ في مستهل شهر أبريل (وذلك على الأشجار التي لا يقل عمرها عن ثماني سنوات)، حيث تظهر بعض النقاط البيضاء مثل الحليب على الطبقة الخارجية من اللحاء، بعد مرور أسبوعين يعود المنتجون إلى المزرعة للقيام بعملية الجرح الثانية. ثم بعد أسبوعين آخرين، يحين وقت حصاد دموع البخور. هذه العملية تحتاج إلى الخبرة لأن الممارسة الخاطئة، قد تترك الشجرة في حالة سيئة غير صحية، علماً بأن متوسط انتاجية الشجرة كاملة النمو هو 10 غرامات في كل موسم، وهناك درجات جودة مختلفة للبان، كلما ابتعدت عن البحر كانت الجودة أعلى، وهو ما يجعل اللبان القادم من الجبال استثنائي، ولكن أغلى ثمناً لأن الوصول إليه أكثر صعوبة.
هذه التجربة ذكرتني بمنتجينا الشغوفين في غراس، وبغض النظر عن المنطقة، أشعر بأن الجميع مخلصون للمكونات التي ينتجونها وبسبب شغفهم فنحن قادرون على إبداع روائح استثنائية.
شكرا كارين على مشاركتنا تجربتك. نتمنى لك مزيداً من الرحلات مثل هذه ونتطلع للإستماع منك ومعرفة المزيد عن هذه التجارب أيضا.
Read this post in الإنجليزية