ايبركم: قصائد الشعر في زجاجة عطر

Read this post in الإنجليزية

ايبركم: قصائد الشعر في زجاجة عطر

مانويل بورجو، صانع العطور المتمكن في ايبركم، هو مبدع ينظر إلى صناعة العطور باعتبارها حوارا بين العلم والمشاعر.

في هذا الحوار الحصري مع مجلة برفيوم بلس، يفتح مانويل بورجو، كبير صانعي العطور في ايبركم، قلبه متحدثا عن التراث، الثقافة والمشاعر التي تشكل ابتكاراته. كل عطر يصنعه رحلة، مزيج دقيق من الذكريات، الحرفية الفنية والعلم، تنتظر اختبارها.

ب ب : بدأت كيميائيا قبل أن تكتشف صناعة العطور. هل يمكنك اطلاعنا على اللحظة عندما أصبح ابتكار العطور شغفك الحقيقي ومسارك المهني؟

مانويل بورجو: لم تكن لحظة واحدة، لكن إحساس تعاظم بهدوء داخلي. حتى قبل أن أدرس الكيمياء، كانت الروائح تأسرني، فأحلل الفروق الدقيقة، وأشعر بحاجة غريزية للإبتكار. أصبح العطر أكثر من مجرد فضول، أصبح مهنة.

عندما قرأت رواية "العطر" (Le Parfum) لباتريك سوسكيند، تعمق هذا الاقتناع داخلي. وفصل واحد برز بالنسبة لي: عندما دخل بطل الرواية "جرينوي" متجر عطور ووصف كل رائحة بدقة استحواذية. هذه الفقرة كان صداها عميقا داخلي، فقد إلتقطت جوهر العالم غير المرئي للمشاعر والذكريات المخبأة داخل كل زجاجة. من هذه النقطة، لم أعد أعمل فقط بالجزيئيات، كنت أطارد قصيدة شعر داخل كل منها.

ب ب : بعد مهنة ناجحة في فيرمينش ومان، ما الذي ألهمك للإنضمام إلى ايبركيم، وكيف ترى دورك في تشكيل الهوية الإبداعية للعلامة في الشرق الأوسط؟

م ب : ما ألهمني أكثر من أي شيء آخر للإنضمام كان الناس. خلال مقابلات العمل، أحسست بدفء وصدق أصيلين، شغف حقيقي جعلني أشعر أني في بيتي. كما جذبتني رؤية ايبركيم المستقبلية. أردت أن أساهم في هذه الرحلة، ليس فقط في حاضرها.

دوري هو ترقية الهوية الإبداعية للشركة، خاصة في الشرق الأوسط، من خلال توجيه الفريق نحو أسلوب جريء وخيالي. الإبداع لا يقتصر على ابتكار عطور جميلة لكن يتعلق أيضا بجذب العملاء للمشاركة في هذه الرحلة، مستعرضين إمكاناتنا الفنية وبناء الثقة في رؤيتنا. يجب أن تلقي ايبركيم التقدير ليس فقط لخبرتها لكن أيضا للروح التي تجلبها لصناعة العطور.

ب ب : عملك يوصف غالبا بأنه لقاء الفن والعلم. كيف توازن الدقة التقنية مع رواية القصة العاطفية في عطر؟

م ب : صناعة العطور حوار بين العلم والعاطفة. تقنيا، يجب أن يتمتع العطر بالقوة، الانتشار وديمومة الفاعلية، الهيكل غير المرئي الذي يسمح للعطر بأن يبقى بشكل جميل على البشرة. لكن الدقة الفنية وحدها ليست كافية. العطر يجب أن يسرد قصة، يثير مشاعر وذكريات.

عندما لا يشعل ابتكار ما المشاعر الصحيحة، أقوم بترقيته حتى تتناغم التركيبة والروح. هذا يعكس فلسفة ايبركم "الإبداع من خلال العلم". يوفر العلم الأدوات في حين يمنح الإبداع شعرا وعمقا انفعاليا. يتمثل دوري في مزج الإثنين لكي تشعر أن كل عطر مصنوع بتمكن ويؤثر بعمق.

ب ب: إذا كان عليه أن ترصد توقيعك الشمي، "الأداء والمتعة" في عطر واحد، أي الروائح تختارها ولماذا؟

م ب: لن أختار مكونا واحدا، لكن أركز على كيفية غزل كل المكونات معا، مثل نوتات موسيقية في إيقاعات وأنغام مختلفة. قد تستخدم أغنية حزينة وأخرى من موسيقى الروك القوية نفس الأوتار، لكن التجربة مختلفة تماما. للتعبير عن الأداء، فإن روائح خشبية/ عنبر، جلبانوم (الكلخ) أو مسك الروم الدرني الفاخر تعمل جيدا. للمتعة، أحب الفوانيا، النيرولي (الزيت الأساسي المستخرج من زهرة البرتقال المر)، أنواع المسك العصرية والجريب فروت الوردي.

تكمن روح العطر في التوازن: الحاد والناعم، الضوء والظل، النظام والرغبة. يجب أن تشعر كأنها رقصة مصممة بدقة شديدة، تتأرجح بين التقيد والإنطلاق. هنا يظهر التوقيع الحقيقي، ليس من المواد التي أستخدمها ولكن من كيفية التنسيق بينها.

ب ب: الاستدامة متزايدة الأهمية في صناعة العطور. كيف تضمن بقاء ابداعات فاخرة ولا يمكن نسيانها مع اعتناق الممارسات الواعية بالبيئة في الوقت نفسه؟

م ب : الاستدامة واحدة من أعظم مسئوليات صانعي العطور اليوم. ليست مجرد صيحة لكنها تحول في كيفية ابتكار العطور. تعني الممارسات الواعية بالبيئة اعادة فحص كل خطوة: الزراعة، الحصاد، استخراج المواد الخام، وتكريم الناس والبيئة وراء كل هذا.

إنها رحلة للعادات المتغيرة، تتطور بإستمرار نحو ابتكار واعي. التحدي هو الإبقاء على العطور فاخرة وخالدة في الذاكرة بينما نحترم الكوكب. الإبداع الحقيقي يزدهر وسط القيود، بإستخدام مكونات مستدامة بطرق مبتكرة وجديدة، يمكن أن تكون رائحة العطور جميلة وتحمل معنى أعمق، وعدا للأجيال المستقبلية بأن يتعايش الجمال والمسئولية جنبا إلى جنب.

ب ب: لقد نشأت وسط الأعشاب، الزهور والكسبرة في بلجيكا، أي روائح من طفولتك ما تزال تؤثر على ابداعاتك اليوم؟

م ب : لقد شكلت بلجيكا أدق مشاعري. الأعشاب العطرية مثل الريحان، الزعتر والكسبرة تبقى مؤثرة. الأزهار مثل الفاوانيا، الورد والزيزفون تثير الحنين والأناقة الخالدة. وبالطبع، الشوكولاته والبرالينيه، الروائح الشهية التي تتفق بشكل مثالي مع الصيحات الحالية التي تحتفي بالدفء والتدليل.

كل عطر أبتكره هو رحلة تحملني إلى هذه الذكريات المبكرة، تغزل جوهر طفولتي في عطر يتحدث إلى قلوب الآخرين.

ب ب: تجاربك مع الثقافة التايلاندية وهواياتك النشطة مثل الجولف والرسم بالألوان المائية شكلت بوضوح منظورك. هل تجد خطوطا موازية بين هذه الهوايات وعملية صناعة العطور؟

م ب : نعم، الثقافة التايلاندية، الجولف والألوان المائية كلها تغذي راحة الذهن، الوجود والتوازن، وهي صفات أساسية لإبتكار عطر.

كما أنها تعكس التوازن والتناغم بين العلم والفن. في المطبخ التايلاندي، يتم مزج نفس المكونات بشكل مختلف لتنتج نكهات فريدة. مضارب الجولف أدوات، لكن الرؤية والدقة تحدد النتيجة. الألوان المائية تتدفق بشكل لا يمكن التنبؤ به، ومع ذلك تخلق جمالا غير متوقع.

صناعة العطور تتبع الطريق نفسه. نعمل بنفس المواد الخام لكن الحرفة الفنية تكمن في مزجها لإثارة احساس، توازن في التحكم والتنازل، دقة وخيال، رحلة نحو التناغم.

ب ب : يمتلك الشرق الأوسط تراثا ثريا من الروائح الجريئة والفاخرة. كيف توازن بين التقاليد الإقليمية وتوجهات العطور العالمية في عملك في ايبركيم؟

م ب : يتمتع الشرق الأوسط بإرث شمي غير عادي، مع روائح جريئة وفاخرة. دوري هو احترام هذه التقاليد وفي الوقت نفسه ترجمتها من أجل الجمهور العالمي. أستمد من التفضيلات الإقليمية، أغزلها في ابتكارات للعلامات التجارية العالمية، أحيانا بشكل خفيف وأحيانا بجرأة.

على سبيل المثال، شوكولاته دبي، رائحة شراب حلو مع الفستق، بدأت كتفضيل محلي ثم أصبحت صيحة عالمية. هذا يظهر كيف يمكن للروائح الإقليمية أن تلهم ابتكارا عالميا عندما يتم التعامل معها بإبتكار واحترام.

في النهاية، يتعلق الأمر بالتوازن: البقاء مخلصين للشرق الأوسط بينما نبتكر عطورا تلقى صدى عالميا، لتسد الفجوة بين الثقافات من خلال لغة صناعة العطور غير المرئية.

ب ب: إذا كان يتعين عليك ابتكار عطر يأسر "هذه اللحظة في حياتك"، أي قصة سوف ترويها، وأي روائح تحدده؟

م ب : إذا كان يجب أن أجسد هذه اللحظة في حياتي في صورة عطر، سوف يعكس الثقافات والتجارب العديدة التي شكلتني. ذلك أن حياتي، مثلها تماما مثل عطر، بنيت من طبقات، كل فصل فيها يترك انطباعه الخاص.

القاعدة: عود، بخور ولمسة من البرالينيه، عمق، دفء وثراء. القلب: ورد وفلفل وردي، توازن الحنان والطاقة ليمثلا الشغف والإبداع. العليا: كسبرة، برجموت وحشائش مقصوصة حديثا، متألقة، منعشة تعبر عن جذوري وميلي نحو التجديد.

هذا العطر يروي قصة التناغم بين الثقافات، رحلة من التناقضات والاتصالات، يشبه كثيرا حياتي وطريقي كصانع عطور.

ب ب: ما الرسالة التي تود توجيهها إلى قراء برفيوم بلس؟

م ب : نحن نعيش أزمانا كثيرة التحديات. من المهم أن نهتم بأنفسنا والأخرين، التوقف، التقاط أنفاس عميقة وإيجاد لحظات السلام والسعادة.

العطور يمكنها أن تمنح الراحة، الهدوء وتجلب فرحة مطمئنة. ضع عطرا يجعلك تشعر بالسكينة وأنك فعلا على طبيعتك. شخصيا، أجد أن الفانيليا، اللافندر والمسك الناعم تخلق شرنقة من الدفء والصفاء.

يجب تغذية حواسك، روحك واتصالاتك. هذه هي الرفاهيات الحقيقية في الحياة.

Read this post in الإنجليزية

Current Issue

Sign Up

Join Our Newsletter