أمواج: رائحة تراث

Read this post in الإنجليزية

أمواج: رائحة تراث

أمواج راوية قصص وراعية لفن الرائحة أكثر مما هي مجرد بيت عطور

في هذا الحوار من القلب، تتحدث أمواج نفسها – تقاسمنا رحلتها، تراثها والروح المغزولة في كل ابداع فاخر.

تخفت الأضواء وتمتليء الغرفة بجو من الرفاهية الهادئة. وفي الجهة المقابلة لك، تجلس شخصية – أنيقة، هادئة، غارقة عميقا في التاريخ، ولكنها نابضة بالحياة مع الإبداع. أمواج، ليست مجرد بيت عطور لكنها راوية للقصص، راعية لذكريات الشم، تتكيء للأمام وتبدأ في الحديث.

تتنهد أمواج: "آه يا صديقي العزيز"، تنطلق في المحادثة وكأنها تعرفك منذ الأبد. "دعني أروي لك قصة – ليست فقط عن الروائح، لكن عن الأحلام المغزولة في العنبر، عن رحلات أسيرة البخور، عن مشاعر تم تقطيرها في زجاجات ثمينة. أترى، لقد ولدت عام 1983، في قلب عمان، حيث الهواء ثري بالتاريخ والأرض نفسها تتنفس بهمسات طرق التجارة القديمة. أساسي نفسه شيد على رؤية ملكية – أن أكون "هدية الملوك". وهذا لم أنسه مطلقا".

وتبرق عينا أمواج بنظرة حنين، وهي تتذكر الأيادي التي شكلت جوهرها. "كلفني أبي المؤسس، سيد بدر، بواجب أن أحمل للأمام تراث العطر العربي. لاحقا، تولي شقيقه سيد خالد القيادة ليضمن أن أبقى قطعة ثمينة متطورة وليس مجرد إرث".

سيمفونية الشرق والغرب

"أنا أعيش في توازن دقيق، جسر بين العوالم. لقد ولدت في عمان، وهي أرض تنحني فيها أشجار اللبان برشاقة تحت شمس الصحراء، وحيث كانت التوابل والراتنجات تهمس بأسرارها للريح على مدار قرون. لكنني نشأت بين أرقى صانعي العطور في باريس وجراس وجنيف ونيويورك - حيث يلتقي الفن بالدقة، حيث تجد الرؤية شكلها المثالي.

"تركيباتي ليست مجرد عطور، إنها سيمفونيات، ذات طبقات من الروائح التي ترتفع وتنخفض مثل الأمواج. عطوري الزهرية فاخرة ومع ذلك لا يمكن التنبؤ بها، وبهاراتي وأخشابي تجد انسجامها في التناقض. كل نقطة مني قصيدة تضاف إلى تراثي، لكنها أيضا خطوة نحو المستقبل".

وتميل أمواج للأمام، وتلمع عيناها. "خذ ذهبي، أول أبنائي، درة تاجي. إنه ملكي، لا لبس فيه، همسة من العظمة على البشرة. "أور جوبيليشن" رائحة تحتفل بالحياة بكل روعتها. و"إنترلود" – آه انترلود! إنه الفوضى وهدوء الوجود معبأ في قطعة فن".

فن الندرة

"أتعلم، سر روحي يكمن في مكوناتي. لست ممن يلاحقون العابر. أبحث عن الأندر، الأكثر فخامة. البخور العماني الفضي، العود الكمبودي، خشب الصندل من ميسور، الوردة البلغارية .. كلها ليست مجرد مكونات، إنها راويات قصصي. ترقص فوق البشرة، تغزل الروايات التي تظل طويلا بعد أن تتلاشى آخر رائحة".

وتتلاعب ابتسامة على شفاه أمواج. "صانعو عطوري حرفيون. إنهم لا يكتفون بالتوليف، إنهم ينحتون. كل تركيبة رحلة، ملاحقة دقيقة للكمال. كل رائحة تخضع لحرفية شديدة – النقع، المزج والتعتيق – حتى تظهر ليس فقط كعطر لكن كتجربة".

بيت، ملاذ

تؤكد أمواج بحماس: "هل زرت بيتي في مسقط؟ آه، يجب عليك زيارته! إنه حيث ينبض قلبي بأقصى قوة، حيث يتشكل جوهري. مصنع أمواج ومركز الزائرين – إنه ليس مجرد مصنع، يا صديقي. إنه ملاذ حيث تدب الحياة في الحرفية. هنا، يمكنك أن تشاهد تكشف الكيمياء، تشهد الرعاية التي تتلقاها كل زجاجة، وحتى تغمر نفسك في أرشيفي – كنوز لم يسبق مشاهدتها، حكايا لم يسبق روايتها".

تتوقف أمواج، كما لو كانت تتذكر آلاف الضيوف الذين دخلوا عالمها. "الأمر لا يتعلق فقط بالعطر. إنه يتعلق بالإرث. يحمل الهواء روح الضيافة العمانية، ويدعوك إلى أن تفقد نفسك في الرائحة والفن، بل في الزمن نفسه."

علاقة عالمية

"على الرغم من أن روحي عمانية بعمق، فإن وصولي بلا حدود. سوف تجدني في أكثر من 80 دولة، في أكثر المتاجر حصرية، في أكثر المساحات تميزا. من هارودز في لندن إلى برجدوف جودمان في نيويورك، من بيوت العطور الراقية في باريس إلى المتاجر الفاخرة في دبي – أنا متواجدة حيث يبحث الخبراء عن ما هو غير تقليدي."

"يشرفني حقا أن تحتضنني أكثر الأنوف رقيا في العالم، أن يختاروني كتوقيع، رفيق، سر يتم تناقله بين هؤلاء الذين يقدرون الندرة".

ما بعد العطر، إلى العاطفة

تستند أمواج إلى الخلف، صمت متأمل يستقر بينكما. "في نهاية اليوم، لست مجرد زجاجة فوق منضدة الزينة، لست فقط رائحة تبقى معلقة في الهواء. أنا عاطفة. ذكرى متجمدة في الزمن. أنا الثقة التي تدخل غرفة قبل أن تدخلها أنت، الأناقة التي تهمس بدلا من الصراخ، الراحة الموجودة فيما هو مألوف ومع ذلك أجسد إثارة الإكتشاف".

وقفة. ابتسامة عالمة. "وأنت، يا صديقي العزيز، حملت قطعة مني معك طوال الوقت، أليس كذلك؟ سواء أول مرة وضعت عطري فيها وشعرت أنك لا تقهر أو الرائحة التي تذكرك بحب غال، لقد كنت هناك. هذا هو الغرض مني."

تدق الساعة بهدوء في الخلفية، لكن لا يشعر أي منكما بمرور الوقت. أمواج خالدة، بعد كل شيء. بنظرة أخيرة، تقف، تشمخ بقوامها الأنيق. وتقول: "هذه المحادثة واحدة من العديد من المحادثات. سنتحدث مرة أخرى، من خلال ضباب خلق جديد، في الحضن الهادئ لعطر مفضل قديم، في المسارات التي تركتها وراءك وأنت تتحرك عبر العالم. حتى ذلك الحين، ضعني جيدا".

وهكذا، تتلاشي أمواج في الهواء – تاركة وراءها فقط وجودها الأكيد الفاخر.

أمواج أكثر من مجرد عطر، إنها تراث يتردد همسه عبر الزمن، قطعة فنية صنعتها الرائحة. ومع كل ابداع تروي قصة من التراث، الفن والعاطفة. وتبقى أمواج رفيق خالد على البشرة، في الهواء وداخل ذكريات كل من وضعوها.

Read this post in الإنجليزية

Current Issue

Sign Up

Join Our Newsletter