Read this post in الإنجليزية
الجاذبية الغامضة لحبوب التونكا في تكنيكوفلور
اكتشف الرحلة الساحرة لحبوب التونكا من خلال عيون ماريون جارسيا كاماريه، صانعة العطور في تكنيكوفلور
على مدى أكثر من قرن من الزمان، سحرت حبوب التونكا صانعي العطور برائحتها الثرية، الحسية والمتعددة الطبقات. هذه المكون الاستوائي، القادم من أمريكا الجنوبية، خاصة البرازيل وفنزويلا، أصبح الآن مكونا أساسيا في تركيبات العطر. تحظى حبوب التونكا بتقدير كبير نظرا لرائحتها المعقدة التي توازن الحلاوة، الشبيهة باللوز، مع الوجوه الشهية، لتخلق دفئا لا يقاوم.
في صناعة العطور، يتم الاحتفاء بحبوب التونكا لتعدد استعمالاتها. تضيف حبوب التونكا عمقا وثراء للعطور، وتستخدم غالبا ضمن روائح القاعدة لتمنح الدفء واللمسة الباعثة على الراحة للعطر. سواء أضيفت لروائح شرقية، خشبية أو شهية، فإن الرائحة الفاخرة لحبوب التونكا تعزز وتحقق التناغم بين المكونات الأخرى، لتجعلها عنصرا محبوبا في عالم العطور. جاذبيتها الخالدة تواصل أسر صانعي العطور وعشاقها على حد سواء.
الأصول والحصاد
حبوب التونكا هي بذرة شجرة فاصوليا تونكا (Dipteryx odorata)، الشهيرة بإسم كومارو، ويمكن أن يصل طول الشجرة إلى 30 مترا. موطنها الأصلي فنزويلا، شمالي البرازيل، كولومبيا، المكسيك وجويانا، وتنتج هذه الشجرة الملكية فاكهة تنضج في الشتاء.اشتق اسم "تونكا" من اللغات الأصلية في جويانا والبرازيل ومعناها "فاكهة". في ثقافات أمريكا الجنوبية، ترمز حبوب التونكا إلى حسن الطالع والسعادة ويعتقد أنها تمتلك قوى وقائية ومفيدة.
تنتج كل شجرة تونكا ناضجة نحو 15 كيلوجراما من الحبوب سنويا. عندما تسقط الفاكهة بشكل طبيعي على الأرض، تجف بفعل الشمس قبل أن يتم تقشيرها لإستخراج الحبوب. ثم يتم بعدها نقع هذه الحبوب في الكحول لمدة 24 ساعة، وهو ما ييسر تطور رائحتها المتميزة.
وعندما تجف هذه الحبوب، تتحول إلى اللون الأسود وتنتج كريستالات الكومارين، الجزيء العاطر الأساسي المسؤول عن الصورة العطرية لحبوب التونكا.
صورة الرائحة
يسود الكومارين رائحة حبوب التونكا، وهو ما يمنحها رائحة ثرية، لوزية وشهية. هذه الرائحة مطلوبة للغاية في صناعة العطور من أجل جودتها الحلوة والشهية التي تذكرك بالفانيليا والطباق. طبيعة رائحة حبوب التونكا الفريدة تشمل أيضا لمحات من خبز الزنجبيل، القش والعنبر لتخلق رائحة متعددة الوجوه تتميز بالدفء والإغراء معا.وفضلا عن دورها في صناعة العطور، تستخدم حبوب التونكا كذلك في الطهي لتعزيز الحلويات مثل الكريم بروليه، الآيس كريم والكعك. وعند بشرها، تضيف حلاوة وتعقدا عطريا يرتقيان بهذه الحلوى.
الأهمية التاريخية
بدأت رحلة حبوب التونكا في عالم العطور في صناعة الطباق قبل أن تضع بصمتها على صناعة العطور. وسرعان ما تم الاعتراف بمزاياها العاطرة الفريدة مما أدى إلى قيام كبرى بيوت العطور بتقبلها ضمن المكونات المستخدمة.أحد أوائل وأهم استخدامات حبوب التونكا في صناعة العطور كان قيام جيرلان عام 1889 بإستخدامها في ابتكار عطره "جيكي". هذا العطر الأيقوني كان أول عطر يضم حبوب التونكا، وعزز نجاحه مكانة الحبوب في صناعة العطور.
كان ايميه جيرلان، مبتكر "جيكي"، مفتونا بحبوب التونكا وقد أدمجها في "جيرليناد" – وهو مزيج من المواد الخام أصبح عنصرا شميا خاصا متوافرا في كل عطور جيرلان. رسخ هذا الإبتكار حبوب التونكا كمكون رئيسي في هوية عطور العلامة التجارية "جيرلان".
الاستخدامات العصرية والرواج
في صناعة العطور المعاصرة، لا تزال حبوب التونكا مكونا محبوبا، يلقى حفاوة بسبب تعدد استخداماته وعمقه. يمتزج العنصر بتناسق مع تشكيلة من الروائح الأخرى، ليعززها ويكملها من أجل خلق عطور معقدة وجذابة.
على سبيل المثال، في عطر "توباكو فانيل" من توم فورد، تجتمع حبوب التونكا مع اللابدانيوم لينتج رائحة عنبر دافئة تتميز بأنها حسية وراقية في الوقت نفسه. بالمثل، في عطر "بور آن أوم" لكارون، يجتمع الثراء اللوزي للحبوب مع اللافندر ليضيف عمقا وملمسا.
كما كرم ديور حبوب التونكا عام 2015 مع إطلاق عطر "فاف ديليزيوز"، وهو عطر يبرز الطابع الحلو والناعم للحبوب. يعرض هذا العطر كيف يمكن استخدام حبوب التونكا لخلق تجربة رائحة ثرية وممتعة.
حبوب التونكا أكثر من مجرد مكون عاطر، إنها ترمز للرقي الشمي والعمق. تجسد رحلتها من أمريكا الجنوبية إلى المسرح العالمي لصناعة العطور جاذبيتها وتنوعها الدائمين. سواء لتعزيز حلوى شهية أو اضافة تعقد لعطر راق، تواصل حبوب التونكا أسر وإلهام مجتمع صناعة العطور.
طبيعة رائحتها الثرية والمتعددة الوجوه تجعلها مكونا محبوبا في فن ابداع العطور، لتضمن مكانها كمكون محبوب ورئيسي في عالم العطور.
قصة ماريون جارسيا كاماريه مع حبوب التونكا
بدأت رحلتي مع حبوب التونكا مع عطر "شاليمار" الأسطوري، الذي سحرني بمزيجه السلس من البرجموت، السوسن، الورد، الياسمين وحبوب التونكا. يتناقض التألق النضر للبرجموت بشكل جميل مع دفء حبوب التونكا الناعمة الشبيه بالفانيليا، ليخلق انطباعا دائما. هذا التوازن المثالي بين الروائح الحلوة والزهرية يجعل العطر يبقى بالفعل في الذاكرة.
من المثير للإهتمام أني وجدت تأثير حبوب التونكا في أقصى صوره في عطور الرجال. فإنه تأثيره العميق المغري في قاعدة العطر يضيف طابعا جريئا ينم عن الثقة يرتقي بالروائح الرجالي، ويجعلها أكثر جاذبية ولا تنسى. الإثارة الخفية التي تجلبها حبوب التونكا تمنح هذه العطور جاذبية مغناطيسية، لتحولها إلى شيء لا يقاوم.
كما أن حبوب التونكا، في نظري، تحمل كذلك سحر الحنين. رائحتها الحلوة، اللوزية الشبيهة بالفانيليا تحملني عائدة إلى أيام طفولتي وتذكرني بالرائحة الباعثة على الإرتياح لدميتي الكورول. هذا الرابط الشخصي يضيف لمسة عاطفية لتقديري لهذا المكون، نظرا لأنه يثير الدفء والألفة معا.
بالنسبة لي، حبوب التونكا أكثر من مكون في عطر – إنها جسر بين الماضي والحاضر، رائحة تعزز ليس تعقد الروائح فحسب، لكن أيضا التجارب الحسية التي ترافقها. سواء كانت أناقة باقة من الزهور أو العمق الواثق لرائحة للرجال، فإن حبوب التونكا تبقى مكونا محبوبا وله مكانته في رحلتي في صناعة العطر.
Read this post in الإنجليزية