Read this post in الإنجليزية
هل بدأ بالفعل المستقبل؟
قال روي آمارا، صاحب الرؤية المستقبلية، في احدى المرات: "نحن نميل إلى المبالغة في تقدير تأثير اي تكنولوجيا على المدى القصير وإلى التقليل من تأثيرها على المدى الطويل." هل قللنا بالفعل من شأن إمكانات ما يحمله المستقبل في عالم العطور
يجرى حاليا اعداد ابتكارات رائدة تحقق فارقا فيما يتعلق بالتعليم الآلي – وهو حقل فرعي في مجال الذكاء الإصطناعي – يمنح أجهزة الكمبيوتر القدرة على التعلم دون أن يتم برمجتها بشكل صريح.
ماا الذي يجرى اذن خلف الكواليس، هل نحن في انتظار تحقيق التأثير الكبير التالي في مجال العطور والذكاء الاصطناعي؟ قدم المؤتمر الدولي لصناعة العطور 2022 ثلاث تقنيات سلطت الضوء على كيفية رقمنة العمل في العطور من المورد وصولا إلى المستهلك.
فيليرا: تعظيم صانع العطور
من الصعب تحقيق الإبداع، ومع ذلك من السهل التعرف عليه. إذا استطاعت آلة أن تحدد وتبدع شيئا لم يسبق عمله من قبل، يمكن عندها القول أن الإبداع المحوسب موجود.
أحد نماذج هذا الإبداع المحوسب هو "فيليرا" وهو برنامج تعاون في تصميمه شركتا آي بي أم وسيمرايز من أجل تعظيم خبرة صانع العطور وتحقيق مستوى أعلى من الإبداع والاستدامة في العملية الإبداعية. تستخدم المنصة التعلم الآلي للمساعدة على التعرف على الأنماط وتوليد مجموعات جديدة من تركيبات العطور.
معطيات المنصة مشفرة وتتكون من أكثر من 20 بعدا لأكثر من 2000 مادة خامة و3.5 مليون تركيبة عطر. تتعلم الخوارزمية
من التركيبات الموجودة بالفعل، المواد الخام، معلومات النجاح التاريخية وتوجهات الصناعة. تتضمن حالات الاستخدام ابتكار عطر مميز جديد أو استراتيجية مساعدة تقوم على "تحليل المساحة البيضاء وهو اجراء تستخدمه الشركات لتقييم منتجاتها الحالية والتعامل مع احتياجات المستهلك التي لم يتم تلبيتها، بالإضافة إلى التركيز على الهدف الصغير أو الاستدامة.
نقطة البداية لهذه الأداة هي تركيبة العطر، المعروفة بإسم "تركيبة البذرة"، وفور إضافة التركيبة إلى النظام، يستطيع صانع العطر أن يحدد أبعد نقطة عن التركيبة الأًصلية يمكنه النظر إليها ليوسع حدود ابداعه. الإمكانات الفريدة للعطور ليس لها حدود. هل نريد أن يشبه العطر الجديد ما اعتبر ناجحا في الماضي وهل نحن على استعداد لقبول تشعبات أكبر وربما تكون مكافأتنا ابداعات جديدة تماما؟
يمكن أن يقترح برنامج فيليرا موادا خاما بديلة، يبحث الكمية لكل مكون بناء على أنماط الاستخدام، جمال وحداثة العطر عن طريق مقارنته بمجموعة كبيرة من العطور المتاحة تجاريا. كما تأخذ التكنولوجيا في الاعتبار الكميات التقنية للمادة الخام، بما في ذلك الازهار الجزيئي، الوزن، ضغط البخار وبداية الإدراك البشري.
من أجل الاستكشاف الإبداعي، يستطيع صانع العطر تحليل الصيغ الناتجة واختيار تصنيع وتركيب مجموعة منها لكي يشمها. كما يستطيع صانع العطور العامل أن يوجه منصة فيليرا لتوليد تركيبات جديدة لصيغ العطر التي تلائم أهداف محددة للتصميم، على سبيل المثال، خلق عطر فريد للمراهقين في الشرق الأوسط.
الامتثال للقوانين والاستدامة الخاصة بالذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى دفع حدود الإبداع، تقترح خوارزمية فيليرا كذلك بدائل المكونات لمختلف التركيبات والصيغ من أجل الامتثال للمعايير الجديدة للسلامة والمعايير التنظيمية. يمكنها، على سبيل المثال، اقتراح بدائل من مواد خام أكثر استدامة مع درجات أعلى من التحلل العضوي والقدرة على التجدد، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ملف تعريف شمي مماثل.
هذه الخاصية توفر فرصة لا مثيل لها لتصميم عطور أكثر وعيا بالبيئة، وبالتالي توفر الكثير من التكلفة وتزيد طلب المستلك.
أريبال: بوصلة للشم
تبني أريبال مكتبة رقمية للروائح. عن طريق شمة واحدة، يمكن لتكنولوجيا الاستشعار الخاصة بالشركة أن تحدد رائحة أو عطرا ليس فقط بناء على مركبات فردية لكن بناء على الطريقة التي ترصد بها أنفنا الروائح من خلال مستقبلاتنا. ثم تقوم هذه التقنية بوضع هذه الرائحة أو مكونات العطر على خريطة روائح رقمية مرتبطة بعطور أو روائح أخرى. يمكن أن يقوم المرء بتكبير الخريطة لمشاهدة الروائح المماثلة ثم الابتعاد لمشاهدة مجموعة من مختلف المجموعات الأخرى من الروائح.
يوضح المتحدث بإسم الشركة: "تخيل أنك تستخدم جهاز تحديد المواقع العالمي، انه يعرف موقعك في قارة، في مدينة وسوف يساعدك على التنقل في الفضاء. هنا، توجد قارات مختلفة، قارة الفانيليا وقارة الفواكه على سبيل المثال."
يمكن أن تكون هذه التقنية بوصلة. وبإعتبارها أداة لصانع العطر، يمكنه أن يستبعد خطوة ادخال صانع العطر للصيغة. كما أنها تتيح لهم فرصة العمل مع المزيد من التركيبات المرشحة ووضع تصور لملف تعريف العطر قبل تنفيذ عطر جديد، بالتالي التقليل بشكل هائل من وقت وتكلفة ابتكار
كاووريوم: ترجمة الرائحة إلى كلمات
في مشهد مبيعات التجزئة لم هناك الكثير من الإبداع أبعد من نقول تجربة الاختبار عبر الإنترنت إلى تجربة شاشة باللمس في المتجر أو خلق تجربة شم عمياء يستطيع خلالها المستهلكون شم العطور دون معرفة العلامات أو العطور التي يشمونها مما يعني بالتالي التخلص من الانحياز البصري للعلامة. هنا تدخل كاووريوم المسرح.
كاووريوم نظام مائدة رقمية تعرض أعلاها زجاجات العطر في نصف دائرة. يتيح النظام تجربة تفاعل شاعري تدعو المستهلكين إلى الشم، التفكير والتجربة، لبناء علاقة جديدة مع العطور في بيئة مبيعات التجزئة.
تحب الشركة أن تشرح العملية بقولها: "الناس غير مستعدين للإختيار في تجربة الشراء الحالية. نحن هنا للمساعدة على حل هذه المشكلة."
إليكم تفاصيل عملية كاووريوم
الخطوة 1: ينتقى المستهلك عطره المفضل من زجاجات
الاختيار غير المعلمة ويضعها على صحن متصل رقميا.
الخطوة 2: كلمات عديدة تعبر عن العطر (مثل "رومانسي" و"دافيء") تتدفق على شاشة الطاولة. يختار المستهلك الكلمة التي يرون أنها تمثل العطر الذي أختارونه بأفضل صورة.
الخطوة 3: تسلط الشاشة مجموعة مختارة من العطور وتطلب إلى المستهلك أن يشمها ويختار العطر الذي يماثل الكلمة المختارة سابقا أفضل تمثيل.
من خلال تكرار هذه العملية بشم العطور بشكل واع، التفكير فيها وربطها بالكلمات، يستخرج النظام نمطا للفهم الفردي للمستهلك وبناء قاعدة بيانات بالارتباطات بين الكلمة والعطر.
الناتج النهائي عبارة شاعرية يقدمها الذكاء الإصطناعي تمنح الحياة إلى مشهد حسني بناء على ثلاثة عطور وكلمات تم اختيارها خلال عملية الاستكشاف. عندها فقط يتم الكشف عن أسماء العطور.
هذه التجربة التي يمنحها الذكاء الإصطناعي تربط بين العقل الحسي والمنطقي "انها تدعو المستهلك إلى الشم، تقضي على الذكريات والانحياز، وتسمح لهم بالتأمل لحظات لمعرفة تفضيلاتهم من العطور". عملية مذهلة تتطلب وجود وتركيز يسمح للمستهلكين بتكوين علاقة جديدة مع العطور.
من خلال استخدام أحدث نسخة من كاووريوم، والتي يمكن وضعها على علبة ماكياج، يستطيع بائعو التجزئة زيادة التفاعل داخل المتجر، التعليم وتحسين المبيعات وفي الوقت نفسه اكتساب رؤية جديدة حول تفضيلات العملاء.
تعلم كيفية شم العطور دون التأثيرات البصرية وكيفية التعبير عن التفضيلات في عالم حيث يتم إطلاق ما لا يقل عن 14 عطرا جديدة كل يوم يحمل امكانات أكبر مما يمكننا توقعه حاليا.
العالم أمامنا
سوف يتضمن مستقبل الرائحة التوليف بين معرفة الخبراء، تطوير العطر بناء على البيانات وزيادة الوعي الحسي للمستهلكين، حتى عندما لا تصل رائحة هذه التركيبة بعد إلى عتبة ادراكنا الحسي. لذلك إذا كنت تريد أن تعرف "ما هو مستقبل تصميم العطور بمساعدة الذكاء الاصطناعي؟" فإن الإجابة البسيطة هي "كل شيء".
Read this post in الإنجليزية