Read this post in الإنجليزية
وداعا للشرقي ... مرحبا بالعنبر!
أثارت أحدث المستجدات في دائرة العطر، حيث حلت كلمة عنبر محل كلمة "شرقي"، قدرا من التعجب في صناعة العطور. البعض توقع هذا التغيير منذ وقت طويل في حين فاجأ الأمر البعض الأخر
دائرة عطور مايكل ادواردز معترف بها عالميا باعتبارها معيار التصنيف في كل مكان حول العالم منذ 1992 عندما ظهرت لأول مرة في "دليل العطر" (The Fragrance Manual) الذي نشره بشكل مستقل. ومنذ هذا الوقت، أدخلت تغييرات قليلة بناء على التغيرات التي طرأت على تصورات الرائحة واستقرت أخيرا على أربع مجموعات واسعة وهي: روائح الزهور، الروائح الشرقية، الروائح الخشبية والروائح النضرة.
لذلك فإنه يبدو أن التغيير الأخير بتغيير تسمية الروائح الشرقية إلى عنبر قد أسعد البعض. لن يوافق الجميع لكن يبدو أن هذا هو الرأي السائد حتى الآن. حسنا، منذ أكثر من عشر سنوات والنقاش حول هذا التغيير الواجب حدوثه يحتدم وعدد كبير من الأسماء الكبيرة انتقلت بالفعل من الشرقية إلى عنبر لكن دائرة العطر نفسها لم تتغير مسمياتها. يعمل مايكل ادواردز، صانع دائرة العطر، مع أكثر من 3600 علامة تجارية وأيضا مع بيوت صناعة زيوت أخرى وقد طلب إليه هذا التغيير لفترة طويلة. لماذا إذن يحدث هذا التغيير الآن؟
الرأي العام السائد كان أن مصطلح "الروائح الشرقية" أصبح مثيرا للخلاف أكثر مما يجب بل وعنصريا تقريبا، وقد حان وقت تغييره. ثم أنه كان هناك مؤخرا مقال في "هاربرز بازار" كتبته جيسيكا ماتلين تحت عنوان "لماذا ما زلنا حتى الآن نصف العطور بأنها شرقية؟" ويوضح، بقوة كبيرة، الحاجة للتغيير. كما يزعم المقال أن ليندا ليفي، رئيس مؤسسة العطور، ترى أن هذه المصطلحات "عفا عليها الزمن ومهينة". لذلك، كما يقولون، تغيرت الأوقات، تغيرت الكلمات وتغيرت المعاني وأخيرا انتقل مايكل ادواردز، وهو يقتبس هذه العبارة، من شرقية إلى عنبر.
شهد منتصف السبعينات انتشار مصطلح "شرقي" مع إطلاق عطر "أوبيوم" عام 1977 ثم نشر أوسكار في العام نفسه قطاع "الزهور الشرقية" الذي أدى إلى ازدهار العطور تحت تصنيف "رائحة زهور شرقية".
ظهرت مصطلحات أخري مثل حارة أو راتنجية كان من الممكن التفكير فيها أيضا لكن تم اختيار عنبر نظرا لأنه استخدم على نطاق واسع في الماضي لوصف ما نشير إليه اليوم باعتباره عطرا شرقيا.
قال مايكل ادواردز مؤخرا في حوار إنه: "حتى في الكتب الأولى التي تتحدث عن صياغات العطور يصاب المرء بالدهشة من حقيقة أن الأشياء القديمة من العنبر كلها تتحدث عن الراتنجي، البلسمي، الحار المصنوع من البهارات، الخشبي، المسكي، روائح الفانيليا ... كل أنواع المكونات التي نربطها اليوم بالعطور الشرقية.
سوف تنتقل عائلة العطر من الشرقي إلى العنبر ... من الشرقي الرقيق إلى العنبر الرقيق .. من الزهور الشرقية إلى الزهور العنبرية .. من الشرقي الخشبي إلى العنبر الخشبي. وبصفة عامة سوف تكون هناك نسخ معدلة حيث تستخدم بيوت انتاج الزيوت العطرية نسخها الخاصة مثل العنبر البلسمي، العنبر الجلدي أو العنبر الجاف.
ونذكر فيما يلي بعض ردود الأفعال من جانب صناعة العطور
سي بي أل أروماز
جددت سي بي أل أروماز خريطتها من الروائح، تماشيا مع الكشف أخيرا عن "عطور العالم" (Fragrances of the World®) التي قدمها مايكل ادواردز وتبتعد تماما عن مصطلح شرقي بأشكاله المتعددة لتستخدم بدلا منه "عنبر".
تقول راوية كاتو، مدير عام سي بي أل أروماز الشرق الأوسط وخبيرة العطور: "نحن سعداء للغاية أن نكون من بين أوائل بيوت العطور التي اتخذت خطوة تحديث اللغة في مجموعة مكونات الروائح لدينا. لم يكن هناك أي سوء نية عندما ابتكر أول عطر منذ قرابة قرن من الزمان في فرنسا، لكن حان الوقت الآن لتتقدم صناعة العطور إلى الأمام، ونحن هنا من أجل هذا." وأضافت: "ما لم نكن نريده هو التغيير لمجرد التغيير، إلى جانب التحديث الضروري للغة الروائح الشرقية في مجموعة عناصرنا، حافظنا على أسماء التركيبة الكلاسيكية مثل سرخس والحمضيات".
علق كريس بيكثال، الرئيس التنفيذي لشركة سي بي أل أروماز، قائلا: "نحن سعداء أن نكون من خلال أفعالنا في مقدمة بيوت العطر الداعمة للتغيير اللغوي الهام من "عطور العالم". إنها تمثل تحولا من العطر القديم المتمركز حول المفهوم الغربي إلى عالم من عجائب الروائح الجديدة بحق والعالمية، وتتماشى تماما مع أخلاقياتنا القائمة على الاستدامة، الابتكار والاستقلال."
أوروفريجرانس
في هذا الصدد، قال أنطوان دو ريدماتن، من أوروفريجرانس، "وفقا لما نعرفه فإن معظم بيوت العطور لا تستخدم دائرة مايكل ادواردز. كل بيت منها لديه مصطلحاته الخاصة وأنساب العطور التي تتشابه بشكل أو بآخر. تحويل اسم العطر من العائلة الشرقية إلى العنبر خطوة غريبة. العنبر بالتأكيد رائحة رئيسية في الكثير من ابتكارات العطور الشرقية، لكنه يستخدم أيضا في عدد كبير آخر من عائلات العطور.
هذا التصنيف الجديد يثير الحيرة والسبب وراء التغيير ليس واضحا. في عالمنا، نستطيع أن نميز عائلة العطور الشرقية، وهي التي تضم الفانيليا، العنبر، المسك، البلسمي، البهارات الحارة .. فضلا عن العطور الشرقية التي تشمل العطور التي تم تطويرها في الخليج.
في النهاية، ليس للأمر أهمية كبرى، نظرا لأن العطور أكثر بكثير من مجرد كلمات. لتحيا الرائحة الشرقية!"
ايبركم
تقول ماريا أنجيليز سانتياجو، صانعة العطور الأولى في ايبركم: "قرأت لأول مرة عن هذا الموضوع عام 2016 عندما وقع الرئيس السابق باراك أوباما قانونا يلغي مصطلحي "زنجي" و"شرقي" من القوانين الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية. لذلك تفاجأت بأن صناعتنا لم تتصد لهذه المسألة قبل اليوم. أوافق على أن مصطلح شرقي عفا عليه الزمن بشكل ما. ومن الناحية الفنية، الشرق يتضمن الدول الآسيوية أيضا، وثقافة العطور في اليابان لا علاقة لها مطلقا بثقافة العطور في البحرين. أن نلخص ثقافة عطور مئات الدول في فئة واحدة لا يبدو صائبا في نظري.
ومع ذلك، لا أطن أن "عنبري" بديل جيد. يبدو من الخطأ أن نطلق على عطر ما أنه "عنبري" مع روائح الجلد والدخان. إذن، أوافق على عدم استخدام كلمة "شرقي" بعد الآن، لكني أيضا لا أعتقد أني سوف أستخدم بدلا منها كلمة "عنبري".
Read this post in الإنجليزية