Read this post in الإنجليزية
الشيء الوحيد الذي ظل مشتركا بين الجميع على مدار فترة من الوقت هو أن الأجواء المثالية تعرف بالرائحة التي تظل عالقة في ذهنك باعتبارها ذكرى تعتز بها في كل مرة تتذكر فيها زيارتك لمكان ما. في هذا العدد، ألقي جلزار شاه، رئيس تحرير مجلة برفيوم بلس، نظرة على أحد أكثر الرعاة ولاءا لصناعة العطور – قطاع الضيافة…
على الرغم من أني دائما خضت هذه التجربة، لكني لم أعترف بها أبدا، حتى كانت تجربتي الأخيرة خلال واحدة من زياراتي لسوق البهارات الشديد الإزدحام في الديرة. وسط الروائح اللاذعة للحشود، أحسست بإنتقالي فجأة إلى الهدوء المريح لسبا ممتع، مع نفحة من عشب الليمون قادمة من مطعم قريب. الذكريات الحية لآخر تجاربي في السبا، تومض في ذهني، توقفني عن السير في طريقي. كان شعور أن أترك كل شيء وأهرع إلى المنتجع الصحي، مغريا تماما!
ومثل هجمة مفاجئة، طرأت على ذهني فكرة أدهشتني – الإمكانية الهائلة التي يحملها العطر للتأثير على الذاكرة والتجربة المرتبطة بالمكان. ذلك أنه من خلال عطر حصري يصنع خصيصا، يمكنك أن تخلق الأجواء المثالية وتترك انطباعا قويا على الضيوف.
صناعة الضيافة في كافة أنحاء الأرض تعترف بقدرة العطر الخاص على ترك انطباعا دائما على ضيوفها. في الواقع، يمكنني بالكاد أن أتذكر تجربة دخلت خلالها فندقا ولم تنبهر حواسي بعطر ما (في بعض الأحيان بطريقة سيئة أيضا!).
الرائحة والعلم
أثبت بحث علمي أن الناس قادرون على تذكر أحداث مرتبطة بالرائحة، بطريقة أفضل من تذكرهم أحداث مرتبطة بالصور، حتى بعد مرور عام. ففي النهاية، حاستنا للشم مرتبطة بشدة بالجزء من المخ الذي يسيطر على انفعالاتنا وذكرياتنا. بالأساس، الرائحة التي تختبرها في فندق، سوف تلعب دورا مهما للغاية في تحديد تجربتك في المكان وحتى في مدى ولائك تجاه العلامة وكذلك خدماتها.
هذا اليوم، في السوق الذي يعتبر بوتقة للبهارات، المنسوجات والذهب (!!!)، قضيت وقتا ممتعا، مستمتعة بالكثير من العلاج المجزأ. تأكدوا أني عدت حاملة الكثير من الحقائب المليئة لكن أفضل تجربة لي على الإطلاقق في هذا المكان كانت نفحة من رائحة عشب الليمون نقلت حواسي إلى بيئة مختلفة تماما في لمح البصر!
بالنسبة لشخص مثلي، كان الاستنتاج البسيط هو أن الأنف قد يكون بالفعل أسرع طريق إلى القلب! من الواضح أن قطاع الضيافة علم هذا السر منذ وقت طويل. ففي عام 2015، كان قطاع الضيافة يغذي صناعة عطر مرتبط بالعلامة التجارية بلغت قيمتها 300 مليون دولار.
حاستك للشم قوية ومع ذلك حساسة للغاية في الوقت نفسه. مثلما تستطيع نفحة مريحة من عشب الليمون أن تحدث تغييرا كبيرا، فإن رائحة الطماطم الفاسدة قادرة على تعكير صفوك. كل هذا التأثير، يحدث دون أن ترى بالفعل أو تسمع مصدر الرائحة، وهو يقوم بعمله بكل نجاح. مبهر فعلا، أليس كذلك؟ حسنا، حاسة الشمس مثل البطل الخارق وسط كل حواسك الأخرى. قد لا يعرف الكثيرون منا هذه الحقيقة، لكن حاسة الشم هي ما يستخدمه معظم الأطفال للتعرف على العالم من حولهم، حتى سن العاشرة. في هذه المرحلة، تصبح العينان أو حاسة البصر أكثر تطورا وبالتالي تتصدر الحواس.
ما الذي تستثمر فيه العلامات التجارية؟
في بحثي عن المزيد من الفهم حول كيفية قيام الأسماء الكبرى في الضيافة بالاستثمار في هذه الرائحة الخاصة الرائعة من أجل فنادقهم، قررت أن أبحث بشكل أعمق. يجب أن أعترف أني، وفريقي، وضعنا أيدينا (وعقولنا) على بعض المعلومات المثيرة فعلا من أصدقائنا في قطاع الضيافة.
أول كل شيء وربما الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لأي رجل فنادق هو الاستثمار في رائحة خاصة للفندق. نظرا لأن حاسة الشم تلعب دورا أكثر حسما في تشكيل الذكري أو التجربة التي يربط الضيف بينها وبين زيارة فندق/ منتجع/ منتجع صحي، فإن أي فندقي جدير سوف يرغب في استخدام رائحة معدة خصيصا للفندق.
ففي النهاية، هذا العطر سوف يحدد قيمة الذكرى المرتبطة بالفندق. ببساطة، يبذل رجال الفنادق جهودا ضخمة للإستثمار في عطر خاص بفندقهم. عامل آخر مهم له تأثيره عند الاستثمار في عطر هو التجربة التي يرغب الفندقي في أن ترتبط بالفندق. بالأساس، العطر الذي سوف يستنشقه عميل يزور حانة يجب أن يكون مختلفا تماما عن ما سيختبره أو تختبره عند تناول الطعام في الكافيتيريا. هذا حقيقي حتى لو كانت الحانة والمطعم جزءا من الفندق ذاته. مرة أخرى، هذا الاستثمار يتأثر أيضا بالموقع الجغرافي للفندق. لذلك فإن فندق هيات أو ماريوت في دبي قد تختلف رائحته تماما عن الفندقين في نيويورك. ففي النهاية، عليك أن تهتم بالثقافة المحلية وتفضيلات السكان.
بعد كل هذا الكلام، يمكننى أن أقول لكم أن ابتكار روائح حسب الطلب يأتي بتكلفة باهظة. تتطلب العملية جمع فريق يضم مصممي الديكور، خبراء التسويق، علماء النفس، مصممي الجرافيك وصانعي العطر، لإبتكار العطر الصحيح. لذلك تحية وتقدير لكل هؤلاء العاملين في صناعة الفنادق الذين يبذلون كل هذا الجهد، ليضمنوا أننا نعود حاملين تجربة خالدة. المرة القادمة التي تزور فيها فندقا، لا تنسى أن تنتبه لمتعة حاسة الشم. تعرف على كل الروائح وسوف تفاجأ بما تختبره من تأثير على حواسك.
في الجزء القادم من هذه السلسلة، سوف أخبركم عن عملية توزيع العطر وبالطبع سوف أقاسمكم بعض الرؤى المثيرة للإهتمام فعلا من أصدقائنا في كبرى فنادق دبي. حتى هذا الوقت، استمروا في الاستمتاع بالعطر!
هل أعجبتكم مدونتنا ؟ اتركوا تعليق أدناه.
Read this post in الإنجليزية